مسجد الحسن الثاني… قبلة المتعبدين في رمضان

يتحول مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، في شهر رمضان، قبلة للمصلين من جميع أحياء العاصمة الاقتصادية، وأحيانا من خارجها، إذ يحج إليه العديدون من مختلف مدن المملكة، خاصة في شهر الصيام وفي ليلة السابع والعشرين منه، وذلك بالنظر إلى مكانته كمعلمة دينية وتاريخية وهندسية بناها الملك الراحل الحسن الثاني ويفتخر بها جميع المغاربة. 

من أجل ذلك، تحرص مؤسسة مسجد الحسن الثاني، المشرفة على هذه المعلمة، على تهييئ الظروف المناسبة من أجل أن يقوم المتعبدون بأداء شعائرهم الدينية في ظروف وأجواء روحانية استثنائية، خاصة أن العديد من المصلين يفضلون الإفطار في باحته، أو داخل قاعة الصلاة، حتى يكونوا في أول الصفوف عند صلاة التراويح، والتي تعرف توافدا للمصلين بمعدل يومي يفوق 30 ألف مصلية ومصلي، حسب الأرقام التي كشفت عنها المؤسسة، وهو العدد الذي يصل إلى 180 ألف مصلي في ليلة القدر، لذلك يتم تجهيز ساحة المسجد بمكبرات للصوت بتقنيات عالية، وتفريش جزء كبير من الساحة بما يناهز 22 ألف متر مربع من الحصائر البلاستكية وبالإنارة الكافية، حيث يتم تشغيل جميع الكاشفات الضوئية التي تغطي كل أرجاء فناء المسجد، كما تتم مراقبة وتشغيل السلالم المتحركة بمقصورات صلاة النساء والتي تسهل عملية الصعود إليها لكبار السن وذوي الحاجات الخاصة، إضافة إلى وضع العديد من الحواجز الحديدية رهن إشارة مصالح مفوضية الشرطة التابعة للمسجد، وذلك من أجل تنظيم عملية المرور بفناء المسجد، مع تخصيص ممرات لسيارات الإسعاف الموجودة بالساحة طيلة الشهر المبارك، علما أن إجراءات استثنائية تقوم بها فرقة الوقاية المدنية التابعة للمسجد، وذلك بتوفير الإمكانيات الضرورية تتمثل في سيارات الإسعاف وشاحنات صهريج وتجهيز مصلحة طبية بعين المكان مكونة من 3 أطباء وممرضين.
ولضمان سلامة جميع الوافدين على هذه المعلمة، تتم المراقبة والتأكد من حسن اشتغال نظام الإغاثة الخاص بفتح أبواب قاعة الصلاة والبالغ عددها 52 بابا. ويتم أيضا تشغيل نظام أشعة الليزر المنبعث من جامور الصومعة كل ليلة إلى حدود الساعة 12 عشرة ليلا، والذي تكمن مهمته في تحديد اتجاه القبلة، حيث يمكن رؤيته على بعد أكثر من 10 كيلومترات من مسجد الحسن الثاني .


قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*