يعتبر موس ماهر واحدا من أكثر الفنانين إثارة للجدل في المغرب. معاركه مع زملائه في المجال تكاد لا تنتهي، بدءا من عبد الله الداودي إلى عادل الميلودي. كلامه الصريح وحواراته الجريئة تجلب عليه دائما الانتقادات والخصومات، فهو لا يخاف في قول الحق لومة لائم، كما لا يعرف النفاق والمجاملات والحديث المنمق والدبلوماسي.
عرف ابن منطقة الشرق، وبالضبط مدينة أحفير القريبة من وجدة، بأغانيه التي يمزج فيها بين لوني الراي والشعبي، وأشهرها “الحماق حماقي” التي صنعت شهرته ونجوميته في المغرب، قبل أن تتبعها العديد من الأغاني الأخرى مثل “كوراسون” و”دكدكة” التي استوحاها من التراث الجزائري و”شوكولا” و”كالما”… إضافة إلى العديد من “الديوهات” الناجحة مثل “نموت عليك” مع زينة الداودية و”زنقة زنقة” مع رضا الطالياني و”بومبا” مع الموسيقي الكولومبي فاني جوردان.
أول ظهور غنائي له كان في 1986 بقاعة “لاَفوَار” بوجدة قبل أن يشارك في برنامج “سباق المدن” ويطلق أول ألبوماته من باريس في 1999، وهو الألبوم الذي لم ينجح لكنه لم ينل من عزيمة موس في بلوغ هدفه والوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.
عرف موس قمة الشهرة والنجومية حين كان ينظم، إلى جانب زوجته خديجة مهنا، سهرات نجوم الأغنية الشعبية في عدد من العواصم والمدن الأوربية، وهي السهرات التي استقطبت أعدادا غفيرة من جماهير “الغربة”، خاصة من المغرب والجزائر وتونس، قبل أن تتبدل الأحوال وتصبح نسب مشاهدة “اليوتوب” و”لايكات” الفيسبوك وإنستغرام، المحدد الأساسي لسعة الانتشار.
يعيش موس، واسمه الحقيقي مصطفى المهراوي، متنقلا بين باريس والدار البيضاء، حيث يملك مقهى ل”الشيشة”، يديره إلى جانب أعماله الفنية، تحسبا ل”دواير الزمان”، إضافة إلى صالون حلاقة بباريس، بما أن مهنته الأولى كانت هي الحلاقة.
موس ماهر نموذج للشخص العصامي الذي صنع نفسه بنفسه. فابن أحفير، الذي كان يمارس الغناء والمسرح بأحد قاعات الشباب المتواضعة في مدينته المهمشة، وعمره لا يتجاوز 12 سنة، استطاع أن يقف، بعد سنوات من العمل والاجتهاد والمثابرة، على كبريات المسارح العالمية مثل “الزينيت” و”موازين”. وتحول من بائع “كرواصة” و”حراك” في مدينة النور باريس، إلى واحد من أشهر الأسماء اليوم التي تحمل مشعل أغنية الراي.
قم بكتابة اول تعليق