كاو… الجميلة المثقفة

بدأت كوثر بودراجة مسارها المهني من عالم الموضة وعروض الأزياء، الذي دخلته في سن صغيرة، قبل أن تصبح، بعد مدة قليلة، نجمة لامعة في سماءه، لتمتعها بجمال فريد وملامح مختلفة وجسم رشيق متناسق و”كاريزما” تفتقدها الكثير من زميلاتها في المهنة.

حب كوثر لكل ما له علاقة بالجمال والموضة والعروض، لم يثنها عن خوض تجارب أخرى مختلفة. فهي ليست من النوع الذي يستكين في وضعيته المريحة، بقدر ما يعشق التحدي والمغامرة والترحال بين المهن والمجالات، لا عن حب في الظهور والانتشار والشهرة المجانية، بل عن موهبة وجدارة وكفاءة.

سيتعرف الجمهور المغاربي العريض على بودراجة في النسخة الأولى والوحيدة من “ستار أكاديمي المغرب العربي” الذي عرض على قناة “نسمة” التونسية قبل سنوات، حيث سيكتشف موهبتها في الأداء الغنائي. ورغم أنها لم تستطع أن تفوز بلقب البرنامج الذي شارك فيه المغاربة والجزائريون و”التوانسة”، إلا أن القائمين على القناة وجدوا فيها “بروفيلا” صالحا لتقديم البرامج، نظرا لجرأتها وشخصيتها القوية والمشاكسة، ووثقوا في إمكانياتها، فكانت انطلاقتها في مجال الإعلام من خلال برامج “ناس نسمة” و”دار الفاميليا” و”ممنوع عالرجال”، قبل أن تعود إلى بلدها الأم وتطل على الجمهور المغربي من خلال برنامج “جاري جاري” على قناة “ميدي 1 تي في”.

غابت كوثر، أو كاو، مثلما يحب أن يناديها المقربون على سبيل الدلع، فترة عن التلفزيون، وتفرغت لمشاريع الإعلانات و”الشوتينغ”، كما مثلت دورا سينمائيا في فيلم كردي أخذت عنه جائزة في أحد مهرجانات المكسيك، قبل أن تصنع المفاجأة وتعود من جديد إلى برامج المسابقات، بصفة مشاركة، وتطل على جمهورها من برنامج “مذيع العرب”، الذي نافست فيه بقوة وشراسة وحظيت خلاله بشهادات عمالقة الإعلام والتقديم التلفزيوني الذين حضروا حلقاته، ووصلت إلى حلقته النهائية، دون أن تحمل اللقب مرة أخرى، رغم أنها بصمت على مرور قوي ومهني وجذاب.

لم تولد كاو، “المزابية”، وفي فمها ملعقة من ذهب. لقد كافحت وناضلت كثيرا من أجل الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم، خاصة أنها ليست من النوع “السهل”، المستعد للقيام بأي شيء من أجل الشهرة والانتشار، كما أنها ليست من النوع الذي يفضله الجمهور العادي، بسبب قوة شخصيتها وإطلالاتها وتصريحاتها الجريئة. إنها تفضل أن تكون صادمة على أن تلعب دور الضحية أو تدغدغ العواطف والمشاعر. لذلك جمهورها نخبوي، مثلها. 

كاو من النساء “الفحلات”، اللواتي يجمعن بين الجمال والثقافة والنضال، فهي إلى جانب قراءاتها المتعددة وإتقانها العربية والفرنسية والإنجليزية، وتحدثها بها بطلاقة، عرفت بمواقفها المدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها أمام الرجل.

هي اليوم، بعد كل تجاربها الناجحة، تلعب أهم دور في حياتها. إنه دور الأم لطفل جميل أنجبته قبل سنة تقريبا، وغابت من أجله فترة عن الأضواء، قبل أن تعود إليها من جديد، في مهرجان مراكش الدولي للسينما، في انتظار خروج مشروعها الجديد إلى أرض الواقع.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*