فاجأ فيلم “معجزة القديس المجهول” للمخرج علاء الدين الجم، أسبوع النقاد المتعلق بالدورة 72 لمهرجان كان السينمائي يوم الأربعاء في بداية فترة ما بعد الظهر. فيلم كورالي على شكل حكاية مغربية وحديثة في نفس الآن يقدمها ممثلون رائعون على طبق من فضة.
العبث مغربي بامتياز. هذا ما أثبته المخرج المغربي الشاب علاء الدين الجم الذي وقع فيلمًا رائعًا وذكيا بعنوان “معجزة القديس المجهول”. يتعلق الأمر بفيلم كورالي قِوامه مجموعة من الممثلين المغاربة يؤدون أدوارهم الثنائية بدقة رائعة. فيلم بسيط، بديكورات مُحكمة، وحوارات متناسقة، وإخراج ذكي وأداء لامع للممثلين.
تمكن المخرج المغربي الشاب من أن يصور شخصياته في وضعية إخلاص كبير وإنسانية كمنطلق، وهو ما جعل منها وضعا هزليا للغاية: شاب، يشخصه الممثل البارع يونس بواب، يبدو تائها في الصحراء. يواري حقيبة مليئة بالمال فوق تل مُقفِر، قبل أن يتم القبض عليه من قبل الشرطة.
بمجرد الخروج من السجن، يعود إلى مكان الغنيمة المخبأة قبل أن يكتشف أن المكان الذي دفن فيه المال أصبح مكانًا مقدسًا: القديس المجهول.
بمعية شريكه، الدور الذي يلعبه صلاح بن صالح ذو الشخصية الكاريزمية، سيحاول ثنائي اللصوص اللطفاء أن يسترد مستحقاته دون أن يتم ذلك بسهولة. مواقف هزلية تنتزع ضحكا صاخبا للعديد من المتفرجين الذين قدموا لمشاهدة الفيلم.
يعرف هذا الفيلم الكورالي ثنائيا آخر مثيرًا للاهتمام مثل ذلك الذي يشكله حسن بديدة الذي يشتغل كممرض لفترة طويلة وأنس الباز، الطبيب مند مدة قصيرة جدًا. أما فيما يخص العلاقة بين الأب والابن والتي نكتشفها من خلال الأداء الصادق لصامك بوشعيب ومحمد نعيمان، فإن النتيجة مليئة بالإنسانية والصدق.
بالنسبة لفيلمه الطويل الأول، تمكن علاء الدين الجم من الولوج لمهرجان كان ومن الظفر بترحاب وحفاوة بالغة. إنه موهبة يجب متابعتها عن كثب.
قم بكتابة اول تعليق