القدميري… “الدّلّوعة”

اقتحمت سناء القدميري مجال الإعلام من خلال برامج الأطفال، هي التي دخلت القناة الثانية وهي في سن صغيرة، ولم تغادرها إلى اليوم، بعد مسار مهني مدته 30 سنة، كانت حافلة بالتحديات والمغامرات والنجاحات.

أمضت القدميري حوالي 12 سنة تقدم برامج الأطفال التي كانت قريبة إلى قلبها، أشهرها “salut les petits loups”، الذي عاصرته أجيال مختلفة وما زال اسمه راسخا في ذاكرتها إلى اليوم.

تعتبر القدميري القناة الثانية، التي اشتغلت فيها أيام “العز”، بيتها الأول ومدرستها التي تعلمت فيها العديد من الدروس الهامة في التقديم والتنشيط التلفزيوني، وتتلمذت فيها على يد أساتذة إعلاميين كبار، وجدوا فيها الطاقات والكفاءة المطلوبة من أجل العمل.

تبدو سناء إنسانة هادئة ومطمئنة ولينة. ابتسامتها العريضة جواز مرورها إلى قلوب الجمهور وقلوب كل زملائها ومعارفها. لكنها سرعان ما تصبح لبؤة شرسة أثناء التصوير، فالعمل بالنسبة إليها من المقدسات، وهي تحب أن تكون متكاملة ولا تسمح أبدا بالغلط.

توارت القدميري سنوات عن شاشة “دوزيم”، وفضلت أن تكون خلف الأضواء، من خلال عملها في إعداد العديد من البرامج وتوليها رئاسة تحرير برنامج “أجيال”، الذي عرض لسنوات على القناة الثانية، بنفس شبابي مختلف عن باقي برامج القناة الفنية، وكان يقدمه صامد غيلان، فتحت خلاله المجال للفنانين الصاعدين ونجوم أغاني “الراب” و”البوب” و”الهيب هوب”، ليلتقوا جمهورهم ويتواصلوا معه، بعد أن ظلوا سنوات مهمشين وفي الظل. لكنها، وبعد سنوات من الاختفاء، قررت العودة إلى دائرة الضوء من خلال برنامجها “استوديو لايف” الذي تستضيف خلاله نجوم الأغنية المغربية الحديثة.

تملك سناء القدميري موهبة غنائية لا يعرفها الكثيرون. فهي ابنة الموسيقي والملحن القدير حسن القدميري، الذي أبدع العديد من الروائع التي أثرت الخزانة الفنية الوطنية، وتربت وفتحت أعينها في بيت يرتاده كبار الفنانين من المغرب والعالم العربي، وفيه ولدت روائع مثل “بارد وسخون” للراحل محمد الحياني و”ما تاقشي بيا” للفنان عبد الهادي بلخياط أو غيرها من التحف الفنية الأخرى. إنه البيت نفسه الذي استمع إليها فيه الملحن العبقري بليغ حمدي، واقترح عليها أن يلحن لها أغنية ويرعى موهبتها في مصر، غير أنها فضلت أن يكون طريقها نحو عالم الإعلام والتقديم التلفزيوني الذي تعشقه.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*