أضحك ملايين المغاربة بشخصياته التي رسمها بحب ولعبها بإتقان في مختلف أدواره الكوميدية، لكن شخصية كبور ستظل وحدها راسخة في أذهان جمهوره ومحبيه، إلى أبد الآبدين. إننا نتحدث هنا عن حسن الفد، الكوميدي الفذ وواحد من أكبر الفنانين الفكاهيين في البلد وأكثرهم شعبية وشهرة وانتشارا. ابن حي عين السبع الصناعي البسيط بالضاحية البيضاوية، الذي استطاع، بعد سنوات من العمل والكد والمثابرة والاجتهاد، أن يصنع لنفسه اسما في الساحة الفنية ومكانة لا يزحزحه عنها أعتاها “كوميديان”.
برز نجمه دائما في رمضان، حين كان يطل على المشاهدين من شاشة التلفزيون ليرسم البسمة على شفاههم بعد يوم صوم طويل أو متعب. الجميع يتذكرونه في “الكبسولات” الكوميدية على القناة الأولى بعنوان “وجهي فوجهك”، ثم في “الشانيلي تي في” أو في “قناة السي بي سي” و”كنال 36″ أو “تيت سويت” أو “الفد تي في” أو “الديوانة”، ثم في “الكوبل” و”كبور والحبيب”…
وإلى جانب مواهبه في التمثيل (لعب أدوارا جادة في السينما والمسرح والتلفزيون) وفي الإضحاك، إلى جانب مهارته في العزف على العديد من الآلات الموسيقية، يتمتع الفد بثقافة عالية مكنته من رسم شخصيات هزلية لا تخلو من العمق في تفاصيلها، وقريبة إلى هموم المواطن الكادح البسيط، لذلك يحبه جميع المغاربة، صغيرهم قبل كبيرهم.
لا يختلف اثنان حول قدراته الإبداعية والاحترافية وملكاته، رغم بعض الانتقادات التي طالته بسبب استثماره طويلا في نجاح شخصية كبّور، وبسبب عدم قدرته على الخروج منها، رغم أنها فقدت الكثير من بريقها بعد انفصالها عن شخصية الشعيبية، التي لعبتها معه بإتقان داخل “الكوبل”، الفنانة دنيا بوطازوت.
استطاع الفد أن يكوّن ثروة مهمة بعد النجاحات المتكررة لأعماله، وبعد أن شارك في العديد من الإعلانات والوصلات الإشهارية التي درت عليه الكثير من المال، وهي الثروة التي كانت حديث العديد من وسائل الإعلام، خاصة بعد قراره مغادرة المغرب والتوجه نحو كندا حيث يعيش اليوم رفقة أسرته.
قم بكتابة اول تعليق