عزيزة جلال… الصوت الملائكي

عرف الجمهور المغربي عزيزة جلال من خلال برنامج “مواهب” الشهير، حين وصلت مراحله النهائية وأبهرت الأساتذة ولجنة التحكيم بأدائها الطربي الرائع، خاصة لأغاني الفنانة الراحلة أسمهان، إلى درجة أن صيتها وصوتها بلغ مسامع الصحافة المصرية في ذلك الوقت، للمرة الأولى بالنسبة إلى موهبة مغربية.

انبهار عبد النبي الجيراري، الموسيقي ومكتشف جل الأصوات المغربية المعروفة اليوم، وصاحب برنامج “مواهب”، جعله يقترح عليها لحنا لتغنيه بمناسبة المسيرة الخضراء في 1975، فكانت أغنية “الراية الحمراء”، التي أفسحت لها المجال للمشاركة، لأول مرة، في مناسبة عيد العرش، التي غنت خلالها “حسن الخصال” للموسيقار أحمد البيضاوي، قبل أن تتوالى أغانيها بعد ذلك، أشهرها “غالي يا حسن” للملحن الكبير حسن القدميري و”بطل القدس” و”يا ليلي طل” للموسيقار عبد القادر الراشدي و”يغني لعرشك” للموسيقي عبد العاطي آمنا.

سيكون لابنة مكناس موعد مع المجد والشهرة ب”هوليوود الشرق” مصر، حيث وصلت أصداء موهبتها إلى الموسيقيين والفنانين والإعلاميين وكبار النقاد الفنيين. وفي القاهرة، التقت كبار الشعراء والملحنين ووقعت عقدها مع شركة الإنتاج “عالم الفن”، وكان أول ملحن مصري يتعامل معها هو محمد الموجي الذي غنت له “أول ماتقابلنا”، قبل أن يكون له تعاون مع رياض السنباطي وسيد مكاوي وكمال الطويل وحلمي بكر، إضافة إلى الملحن العبقري بليغ حمدي، الذي كان له الفضل في خروج رائعتها “مستنياك” إلى الوجود وتبلغ بها صاحبتها قمة النجاح والشهرة.

اشتهرت عزيزة جلال، صاحبة الصوت الملائكي، في الخليج أيضا بعد أن أقامت فترة في الإمارات حيث تعاونت هناك مع المطرب الإماراتي الراحل جابر جاسم، واشتهرت بمجموعة من أغانيه التي أعادت أداءها بطريقتها الخاصة، وهي “سيدي يا سيد ساداتي” و”غزيل فله” و”يا شوق”.

وفي أوج العطاء، وفي الفترة التي كانت تنتظر لحنا من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، اعتزلت عزيزة جلال المجال الفني، بعد أن طرق الحب أبوابها. فضلت الزواج والأمومة على الاستمرار في الفن. ارتبطت سنة 1985 برجل أعمال سعودي ثري، وعاشت معه خلف الأضواء بمدينة الطائفة السعودية إلى حين وفاته، رافضة جميع الإغراءات والعروض المادية من أجل العودة إلى الغناء.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*