نبيل عيوش… المثير للجدل

يعتبر نبيل عيوش من أكثر المخرجين المثيرين للجدل في المغرب. فكلما خرج عمل له إلى الوجود، قامت الدنيا ولم تقعد. إنه العدو اللدود للإسلاميين والتيار المحافظ الذي يتهمه بنشر الإسفاف والرذيلة من خلال أفلامه، داعيا إلى حظرها وعدم عرضها في القاعات، ولعل أشهرها فيلمه الذي أثار ضجة كبرى “الزين اللي فيك” عن الدعارة في المغرب، والذي اعتبره الكثيرون يمس بسمعة البلد وكرامة نسائه، في حين دافع عليه مخرجه بالقول إنه لم يفعل سوى نقل الحقيقة.

ولد نبيل عيوش لأب مغربي مسلم هو نور الدين عيوش، إمبراطور الإشهار في البلد، وأم يهودية فرنسية من أصول تونسية. وعكس ما قد يعتقده البعض، فقد نشأ نبيل في بيئة متواضعة بالضواحي الباريسية، في سارسيل بالضبط، بعيدا عن حياة العز والنعيم والجاه التي كان يمكن أن يوفرها له والده.

اكتشف ميوله نحو السينما في سن مبكرة، فتوجه إلى دراسة المسرح قبل أن يبدأ مساره ككاتب سيناريو ومخرج لدى إحدى وكالات الإعلان.

أخرج نبيل عيوش أول أفلامه السينمائية الطويلة في 1997 بعنوان “مكتوب”، لكن شهرته ونجوميته لن تبدآ إلا مع فيلم “علي زاوا” عن أطفال الشوارع، والذي أثار نقاشا سينمائيا مهما، سواء حول موضوع الفيلم وطريقة معالجته، أو حول الكلام النابي و”تخسار الهضرة” في حواراته، أو بسبب اللقطات الجنسية الجريئة التي أدتها خلاله الفنانة آمال عيوش.

توالت بعدها أفلام نبيل عيوش التي كان الجمهور والنقاد ينتظرون خروجها في كل مرة، لأنهم يعرفون أنها ستثير لغطا من حولها. ولعل أكثرها استفزازا للإسلاميين كان فيلم “لحظة ظلام”، عن المثلية الجنسية، الذي منع من دخول المغرب، وتمت مناقشة منعه من العرض داخل قبة البرلمان، خاصة من حزب العدالة والتنمية الذي كان آنذاك في المعارضة، واعتبر العمل “ضربا لقيم المجتمع المغربي المسلم”، لتشتعل الحرب بعدها بين تيار الحداثيين وتيار الإسلاميين.

آخر أفلام عيوش كان بعنوان “رازيا” وكان موضوعه حول الحريات الفردية، لكنه لم يستطع أن يخلق الجدل الذي خلقته أفلامه السابقة. إذ اكتفت الصحافة بالحديث عن بطلته، مريم التوزاني، والتي هي في الوقت نفسه زوجة نبيل عيوش الجديدة، التي لم يتوان عن منحها أيضا أدوارا جريئة وساخنة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*