يشبهها البعض بتحية كاريوكا المصرية ويقولون إنها عادت بالرقص الشرقي إلى زمنه الجميل، حين كانت راقصات من قيمة سامية جمال ونجوى فؤاد ونعيمة عاكف، فنانات ونجمات يقام لهن ويقعد، ولسن فقط “هزازات وسط”.
عاشت مايا دبيش وسط عائلة تتحدر أصولها من قبائل “مزاب” الشهيرة بمنطقة ابن أحمد، حيث التقاليد والعادات قيم مقدسة من العار تجاوزها، ولذلك عارضت الأسرة أن تمتهن ابنتها الرقص الشرقي، معتبرة أنه فساد للأخلاق وضياع للوقت. لكن مايا، التي تعشق الرقص، أبت إلا أن تتجه عكس التيار وتتخذه مهنة لها تكسب منها قوت يومها.
بعد سنوات من التدريب، ستقرر مايا الخروج إلى الميدان. وبما أن لا الحفلات ولا الأعراس في المغرب تستعين براقصات شرقيات، وجدت في المطاعم والكباريهات الراقية ضالتها، حيث كانت تمارس هوايتها في كامل الاحترام والثقة بالنفس. ولأنها امرأة، ولأنها مرهفة الحس، ولأنها تحب بصدق، تخلت مايا عن الرقص الشرقي لأجل عيون حبيب القلب والزوج المستقبلي، الذي سيلزمها بالتوقف وارتداء الحجاب والالتزام الديني لسنوات، قبل أن ينقلب الحب إلى عواصف لا تبقي ولا تذر، فيقع الطلاق لتعود مايا إلى معشوقها الأول، الرقص.
استطاعت مايا، بعد عودتها أن تفرض اسمها على الساحة الفنية ومواقع التواصل الاجتماعي. وشكلت الاستثناء فعلا لكونها من بين الراقصات القليلات جدا اللواتي خرجن إلى الأضواء ببذلة رقصهن المثيرة، متحملة كامل المسؤولية أمام المجتمع المغربي المحافظ. وشكلت الاستثناء أيضا لأنها راقصة “قارية” ومثقفة وتحمل شهادات. جرأتها في الرقص واللباس، تنضاف إلى جرأة تصريحاتها وكلامها الصادم أحيانا، الذي يثير حولها ضجة اضطرتها ذات مرة الى التفكير في الهجرة ومغادرة المغرب نهائيا، بعد أن تعرضت إلى حملة شب وقذف وتشهير حقيرة.
اكتسبت مايا شهرتها ونجوميتها أثناء ظهورها في فيديوهات ترقص إلى جانب عثمان ملين، المعروف في الساحة الفنية بمول البندير، والذي أصبحت ترافقه في سهراته وأعراسه إلى أن اكتسبت قاعدة جماهيرية عريضة جعلتها اليوم الراقصة رقم 1 المطلوبة في جميع المناسبات والأفراح.
قم بكتابة اول تعليق