إلياس طه… الصوت القادم من الزمن الجميل

يعتبر إلياس طه واحداً من أجمل الأصوات الطربية الموجودة في الساحة الفنية، ليس فقط في المغرب، بل في العالم العربي كله. إنه صوت من قيمة وطينة وخامة وائل كفوري ووائل جسار ورامي عياش، لكن كتب له أن يبدأ مساره الغنائي في زمن لم تعد فيه للفن الأصيل والطرب كثير قيمة. فظل يراوح بين أداء المواويل الحلبية وأغاني أم كلثوم ونجاة وميادة الحناوي ووردة الجزائرية ومحمد عبد الوهاب، التي يبرع فيها، وبين أغانيه الخاصة التي حاول من خلالها مواكبة موجة الأغنية المغربية العصرية، لكنه أصر على دقة اختيار الكلمة الرصينة الهادفة واللحن الجميل. 

ولد إلياس طه بحي درب غلف الشهير بالعاصمة الاقتصادية لعائلة بيضاوية قحة لم يكن لها من الخلف والأبناء سواه. فشب مدللا وقضى طفولة سعيدة، لكن وفاة والده اضطرته إلى تحمل المسؤولية شابا صغيرا وجعلته يختبر قساوة الدنيا والحياة حين تدير لك وجهها. 

عاش إلياس طه سنوات طويلة في بلجيكا، حيث اشتغل في عدد من ملاهيها الليلية، كما قضى فترة في لبنان وعمل في أشهر أماكن السهر في عاصمتها بيروت، قبل أن يحن إلى رائحة البلد ويعود إلى مغربه، حيث سيبدأ حياة جديدة، لن تكون مختلفة عما عاشه في بلجيكا أو لبنان، سوى أنها خالية من إحساس الغربة الرهيب. 

تعرف الجمهور المغربي على إلياس طه من خلال برنامج استوديو دوزيم، الذي غادره في مرحلة مبكرة، قبل أن يتابعه في سهرات التلفزيون وبعض الحفلات الخاصة، التي أسس من خلالها لنفسه جمهورا من النخبة، مولوع وذواق، ولا يستمع لأي كان. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*