الكسكس… الطبق المغاربي المشترك

يعتبر الكسكس (أو الكسكسي أو سكسو أو الطعام) الطبق الرئيسي المشترك بين جميع بلدان المغرب العربي، خاصة في المغرب والجزائر وتونس وليبيا، رغم اختلاف كل بلد في طريقة تهييئه، فإذا كان المغاربة يعدونه غالبا باللحم أو الدجاج، ويضيفون إليه أحيانا “التفاية” (بالبصلة والزبيب المسكرين) فإن التونسيين، مثلا، يحضرونه أساسا بالسمك.

ويجمع المؤرخون والمتخصصون على أن الكسكس وجبة أمازيغية في الأصل، كانت موجودة منذ عهد الملك ماسينيسا الذي كان يحكم مملكة نوميديا (شمال الجزائر)، (قبل المسيح)، قبل أن يغزو العرب منطقة شمال إفريقيا ويتبنوا هذا الطبق اللذيذ والشامل المتكامل، ويضيفوا إليه بعض توابلهم وبهاراتهم.

ويعد هذا الطبق بالقمح (من هنا جاء اسمه كسكس بالأمازيغية) وزيت الزيتون والسمن ومختلف أنواع الخضر (اللفت، اللفت المحفور، القرع الأخضر، القرع الأحمر، الفول، البادنجان، البطاطا الحلوة..) واللحم (أو الدجاج أو لحم الجمل أو القديد…) بطريقة خاصة عن طريق “الكسكاس”، ويقدم على “قصرية” أو طبق يشبه الطاجين.

للكسكس قدسية لدى المغاربة. فهو حاضر بامتياز في الأعراس والولائم، كما يعتبر الطبق الرئيسي في الجنازات والمآتم أيضا، وغالبا ما يختارون لتحضيره يوم الجمعة، لتناوله مباشرة بعد الصلاة. وتعتبر الدعوة إلى تناول الكسكس دعوة إلى الخير والمحبة والوفاء والإخلاص الأبدي، وغالبا ما تصاغ على شكل “آجي نشركو الطعام”.

وصل الكسكس إلى الأندلس وإسبانيا في عهد الموحدين، قبل أن ينتقل إلى العديد من بلدان أوربا، من بينها إيطاليا (صقلية) وفرنسا، حيث يعد ثالث طبق مفضل لدى الفرنسيين حسب استطلاعات الرأي.

في 2019، ستتقدم بلدان المغرب العربي بطلب مشترك إلى منظمة “اليونيسكو” من أجل تصنيف طبق الكسكس ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي العالمي، بعد أن تنازع المغرب والجزائر ملكيته لسنوات وقامت بين مواطني البلدين مناوشات وحروب طاحنة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “تويتر” و”فيسبوك”.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*