نرجس النجار: المخرجة المنتصرة لقضية المرأة

رغم أن بداياتها في عالم الفن كانت أواسط التسعينات، إلا أن الانطلاقة القوية لنرجس النجار في عالم السينما والأفلام ستكون في 2003 من خلال شريطها السينمائي “العيون الجافة” الذي شاركت به في مهرجان كان الدولي ضمن فقرة “أسبوعي المخرجين” (la quinzaine des réalisateurs)، وحصد إعجاب الكثير من النقاد وعشاق الفن السابع، قبل أن يحصل على الجائزة الكبرى لمهرجان الرباط الدولي للفيلم في دورته الرابعة، ويكرس اسم نرجس ضمن قائمة المخرجات المغربيات المميزات، خاصة أنها، إلى جانب النظرة الإخراجية المختلفة، كانت هي من كتب السيناريو المحبوك للفيلم.  

بداياتها في الفن كانت من خلال الكتابة وإخراج عدد من الأفلام القصيرة، إضافة إلى الأفلام الوثائقية، وأشهرها “خدوج، ذاكرة تارغا”، وأفلام الخيال العلمي. كما اقتحمت عالم الرواية، الذي خبرته منذ صغر سنها مع والدتها الكاتبة والروائية نفيسة السباعي، من خلال إصدار روايتها الأولى والوحيدة “كراسة البصمات” في 1999، قبل أن يستقطبها عالم الإخراج وتتفرغ له كليا.

في أغلب أفلامها، نددت نرجس النجار، ابنة مدينة طنجة حيث رأت النور في 1971، بالهيمنة الذكورية للرجل على المرأة في المجتمع المغربي خصوصا والمجتمعات الشرقية على وجه العموم، وانتصرت دائما لقضية المرأة، التي تعتبرها قضيتها الأولى والأساسية التي تدافع عنها من خلال أعمالها، بدءا من “العيون الجافة” وصولا إلى “عاشقة من الريف” أو “أباتريد”… رغم أنها تنفي، في جميع تصريحاتها، أن تكون مناضلة نسوية.

أخذت نرجس النجار، التي درست الإخراج بالمدرسة العليا للإخراج السمعي البصري بباريس، هدنة من السينما بعد إخراج فيلمها “ويك آب موروكو”، الذي جاء مخيبا لآمال النقاد وهاجمته الصحافة أثناء عرضه في إحدى دورات مهرجان مراكش للفيلم الدولي، واعتبرت أنه دون مستوى فيلمها الرائع “العيون الجافة”، قبل أن تعود إليها من جديد بعد سنوات، لكنها، إلى اليوم، لم توقّع على إخراج عمل بقيمة ومستوى فيلمها السينمائي الأول.

نرجس النجار من المخرجات المقلات في أعمالهن التلفزيونية، إذ لا يذكر لها الجمهور سوى سلسلة رمضانية بعنوان “كول سانتر” لم تحصد النجاح المذكور، وهي السلسلة التي أخرجتها رفقة المخرج هشام العسري، والذي سبق أن شاركته إخراج فيلم “محطة الملائكة”، إلى جانب المخرج محمد مفتكر.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*