هو عميد الأغنية المراكشية ونجمها الذي لا يشق له غبار وواحد من كبار الفنانين الشعبيين المغاربة، الذين أطربوا المغاربة لعقود، بفنهم الراقي الجميل.
شغفه بالغناء والفن كان منذ الصغر. وتشربه من والدته السورية، التي كانت تشتغل مطربة في أحد مطاعم المدينة الحمراء، قبل أن يجد في ساحة “جامع لفنا” ملجأه وملاذه، حيث كان يقصد “حلقاتها” للاطلاع على مختلف أنواع الفنون السائدة حينها من غناء ورقص وإبداع في الحكي والتمثيل المسرحي، قبل أن يشتغل في “الحلقة”مع إحدى الفرق الموسيقية المغمورة، ضابط إيقاع. كان ذلك في أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات.
“الفنان الزاهير كما اشتهر عند الناس، لم يكن يكتفي بممارسة الحلقة، بل كان، أيضا، يرافق الملاهي المتنقلة التي تعرف بالسيرك ويغني منفردا لإقناع الجمهور بشراء بطاقات لربح الأواني المنزلية قبل أن يتحول فجأة إلى مطرب شعبي لا بأس بشهرته، تدعوه العائلات لأعراسها وحفلاتها بمقابل”، حسب ما جاء في مقال صادر في أحد الأعداد الأخيرة لمجلة “زمان”.
سينتقل الزاهير من “الدربوكة” و”الحلقة” ليصبح في غضون سنوات نجم الأعراس المراكشية بامتياز، خاصة أنه كان متميزا بأسلوبه الشعبي المتفرد وأغانيه التي تضفي البهجة والفرح على السامعين، رغم بساطتها وسذاجتها أحيانا كثيرة. يقول مقال “زمان”: “ابتكر الفنان حميد الزاهير أسلوبا جديدا وأضاف إلى الغناء “الرشايشية” و”المازنية”.
ستنتقل شهرة الزاهير إلى باقي المدن المغربية الأخرى، خاصة الدار البيضاء والرباط، بعد أن أصدر العديد من الأغاني الناجحة التي أعجبت الجمهور الذي استمع إليها في كل مكان، منها أغنية “مراكش يا سيدي كله فرح ليك”، التي أداها بمناسبة زيارة للملك الراحل الحسن الثاني إلى مدينة البهجة، والتي كانت فأل خير عليه، قبل أن تتوالى أغانيه الشهيرة مثل “لالة فاطمة” و”أنا عندي ميعاد” و”آش داك تمشي للزين”…
عانى الزاهير في أواخر أيامه من المرض الذي ألزمه الفراش، قبل أن توافيه المنية في دجنبر من 2018 في بيته المراكشي عن عمر ناهز 81 سنة”.
قم بكتابة اول تعليق