بوبجي… لعبة الفيديو القاتلة

حذر العديد من المتخصصين في علم النفس من الأضرار الخطيرة التي يمكن أن تسببها لعبة “بوبجي” القتالية العنيفة، والتي أدمنت عليها شريحة واسعة من الشباب العربي، من المحيط إلى الخليج، بعد أن تجاوزت 100 مليون تحميل خلال أربعة أشهر فقط من إطلاقها قبل أكثر من سنتين، وتم بيع أكثر من 15 مليون نسخة منها، كما تم تحميلها من متجر “أندرويد” أكثر من 32 مليون مرة وأصبحت في مقدمة الألعاب التي يتم تنزيلها في أكثر من 100 دولة وتعدى عدد مستخدميها 400 مليون، في الوقت الذي تقدر المدة التي يقضيها اللاعبون في استعمالها 25 سنة.

ويمكن للراغب في الانخراط في هذه اللعبة، القيام بعملية التسجيل بسهولة فائقة، إذ يكفي الدخول “أونلاين” وتسجيل اسمك واختيار شخصية افتراضية أو “أفاتار” يناسبك، لتبدأ مباشرة في اللعب، سواء بنظام فردي، أو من خلال اختيار فريق من 4 أشخاص أو أكثر، لمشاركته اللعب، يتم التواصل بينهم  عن طريق الميكروفون والسماعة، لكن، الفوز، في آخر المطاف، يكون من نصيب شخص واحد… فقط. مع العلم أن اللعبة تضم 100 لاعب من أماكن مختلفة من العالم، يتقاتلون فيما بينهم من أجل البقاء.

ويتعلق الأمر بلعبة قتالية تقوم على العنف والحرب وإطلاق النار، على شاكلة ما يحدث في الأفلام الأمريكية، وهو ما جعل العديد من المتخصصين يؤكدون أنها لعبة تعزز الجانب الشرير في النفس البشرية وتحرض على ممارسة العنف على الآخر، خاصة بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين الذين يدمنون عليها.

ويتحدث المتخصصون أنفسهم على أن هذه النوعية من ألعاب “الفيديو” تخلق حالة من الهوس عند اللاعب، لأنها تمنحه كمية وافرة من المتعة والتشويق وترفع نسبة “الأدرينالين” لديه، بسبب الحماسة التي تنتابه أثناء اللعب، والتي سرعان ما تخفت بمجرد التوقف عن اللعب أو القيام باستراحة، وهو ما يزيد خطر الإدمان عليها أكثر فأكثر.

تقول أمينة، أم لمراهق في الخامسة عشر من عمره، في حديث إلى الموقع إنها تجد صعوبة كبيرة في التعامل مع ابنها المدمن على هذه النوعية من ألعاب “الفيديو” القتالية، فهو يفضل الاعتزال في غرفته بمجرد العودة من المدرسة والانتهاء من واجباته المدرسية، من أجل ممارسة لعبته المفضلة. وهو أثناء ذلك لا يتحدث إلى أحد، ولا يستجيب إلى أي دعوة للأكل أو الاستراحة أو الخروج للنزهة، بل يغضب جدا حين يقاطعه والده أو أنا”.

وإذا كانت هذه النوعية من الألعاب اشتهرت كثيرا في صفوف المراهقين، إلا أن الناضجين وكبار السن أيضا سلبت لبهم، ومنهم من تسببت لها في مشاكل كثيرة في بيته أو عمله. يقول حسن: “أنا مدمن على هذه الألعاب، خاصة بوبجي، إلى درجة أنني أسترق ساعات من وقت عملي لألعبها، مما يتسبب لي في ضياع الوقت وتراكم الأشغال. ويستمر الأمر حتى حين أدخل إلى البيت، إذ لا أجد وقتا للحديث مع زوجتي أو الاستماع إلى مشاكلها مع الأبناء. وكا يخصني غير فوقاش تسكت باش ندخل نلعب، بعيدا عن صداع الرأس، وهو التصرف الذي يشعل النار في قلبها، إذ غالبا ما تواجهني بالقول إن هذه اللعبة أصبحت ضرتها”.

من جانبهم، حذر خبراء أمنيون من خطورة هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الشبيهة التي تقوم على فكرة القتل، بعد أن ارتفعت الجرائم التي لها علاقة بمثل هذه الألعاب، إذ سبق لطالب مصري أن قتل معلمته في 2018 بسبب لعبة “بوبجي”، كما قتل شاب كردي أيضا صديقه أثناء محاولة لتقليد ما يقع من معارك داخل اللعبة. أما في الأردن، فقد حذرت السلطات من تحميل واستخدام اللعبة لتشجيعها على عمليات القتل وحرب العصابات، في حين أكدت مجلة “سيدتي”، في أحد أعدادها الأخيرة، أن السعودية تعتزم إصدار قرار بحظر لعبة “بوبجي” مثلما حدث في بلدان أخرى، منها الصين ونيبال والهند.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*