سامي المغربي… الوطني حتى النخاع

اشتهر الفنان سامي المغربي، واسمه الحقيقي سالمون أمزلاج، بأغنيته الأسطورية “قفطانك محلول يا لالة” من تراث “الشكوري” (chgouri) المغربي، والتي اشتهرت بأصوات مطربين عديدين، وهي الأغنية التي يقال إنه أهداها إلى حبيبته المسلمة، والتي كانت متزوجة بشخص من علية القوم، قبل أن يتم اكتشاف أمره من طرف أقاربها الذين هددوه بالقتل إن هو لم يبتعد عنها. كما عرف بأغنية أخرى لا تقل شهرة عنها، تغنى في جميع الأعراس المغربية، ويتعلق الأمر بأغنية “ألف هنية وهنية يا لالا” التي كتبها سامي بمناسبة عودة الملك محمد الخامس من المنفى، إضافة إلى أغنية “أكادير” التي غناها بعد الزلزال الذي ضرب عاصمة سوس في 1961، وهي الأغاني التي إن دلت على شيء، فعلى حسه الوطني العالي واهتمامه بقضايا وطنه وبلده المغرب الذي ظل يكن له حبا كبيرا إلى حين وفاته.

هو يهودي مغربي تعود أصوله إلى مدينة آسفي حيث رأى النور عام 1922، قبل أن يضطر والده إلى الانتقال رفقة أبنائه إلى مدينة سلا، إثر وفاة الأم. وهناك، سيتعلم سامي المغربي أصول الموسيقى العربية الأندلسية والعزف على العود، قبل أن يستقر بالعائلة المقام بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.

بعد انتشار خبر قصة العشق الممنوع الذي جمعه بالمرأة المسلمة المتزوجة، سيهاجر سامي المغربي إلى فرنسا ويبتعد عن المغرب شهورا طويلة، بطلب من الملك الراحل محمد الخامس، الذي كان يخصه بعطف كبير وكان واحدا من أكثر المعجبين بصوته وفنه وموهبته. لكنه سيعود بعد فترة، قبل أن يهاجر إلى إسرائيل، رفقة موجة اليهود الذين غادروا بلادهم نحو الأرض الموعودة، بعد أن اشتدت عمليات العنصرية والكراهية ضدهم بسبب الصراع العربي الإسرائيلي.

بعد سنوات طويلة من الإقامة في إسرائيل، اختار سامي المغربي الهجرة إلى كندا في 1996 حيث وافته المنية في مدينة مونريال في مارس 2008، عن سن يناهز 86 سنة، وسط تجاهل من الصحافة المغربية والإسرائيلية التي مرت على الخبر مرور الكرام، بالرغم من التاريخ الحافل للرجل بالنجاحات والإبداعات. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*