اسمها الحقيقي جميلة بن عمر، لكن المغاربة يعرفونها باسم أمينة رشيد، أو “لالة حبي”، على اسم الفيلم الذي لعبت بطولته في 1996، وأخرجه محمد عبد الرحمان التازي.
دخلت أمينة رشيد الميدان الفني في سن صغيرة، وفي مرحلة كانت ممارسة الفن بالنسبة إلى امرأة “عيب” و”حشومة”، لكنها استطاعت، بفضل موهبتها وحبها للتمثيل، أن تفرض اسمها ومكانتها داخل الساحة الفنية، وتصبح بعد سنوات أيقونة ورائدة من رائدات المسرح والسينما والتلفزيون، إلى جانب الإذاعة التي قدمت فيها حوالي 3500 عملا بين تمثيليات ومسرحيات ومسلسلات، والتي بفضل العمل فيها، تعرفت على زوجها الراحل عبد الله شقرون، وتزوجته بعد قصة حب طويلة، الموت وحده استطاع أن يضع حدا لنهايتها.
ظلت أمينة رشيد، إلى آخر يوم في حياتها، محافظة على مظهرها وأناقتها. وظلت إطلالاتها المختلفة، بقفاطينها و”تكشيطاتها” الجميلة، وبكامل ماكياجها، في البساط الأحمر لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، محط اهتمام عدسات المصورين ووسائل الإعلام، إضافة إلى المعجبين الذين يجدون فيها نموذجا للمرأة المغربية التي تجمع في حياتها ومسارها المهني بين الأصالة والمعاصرة.
إلى جانب أعمالها الأولى في الإذاعة والمسرح، شاركت أمينة رشيد في العديد من الأشرطة السينمائية التي لاقت إعجابا وإقبالا من طرف الجمهور والنقاد على حد سواء، من أشهرها دورها في فيلم “البحث عن زوج امرأتي” للمخرج محمد عبد الرحمان التازي، والذي اشتغلت معه أيضا، مثلما سبق الذكر، في فيلم “لالة حبي”، كما وقعت على مرور مميز في فيلم “مصير امرأة” لحكيم النوري، و”ملائكة الشيطان” لأحمد بولان و”القلوب” المحترقة” لأحمد المعنوني، إضافة إلى فيلمها الناجح، الذي تألقت من خلاله في الأداء التمثيلي الكوميدي، “فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت”، في جزءيه.
كما وقفت أمينة رشيد أمام عمالقة الفن المصري، مثل كمال الشناوي الذي شاركت إلى جانبه في أول أفلامها على الشاشة الكبرى. ويتعلق الأمر بفيلم “طبيب بالعافية”، وهو إنتاج فرنسي مغربي مصري مشترك، صور في المغرب، وشارك فيه ممثلون كبار من طينة حمادي عمور والبشير لعلج وعبد الرزاق حكم والعربي الدغمي والطيب الصديقي ومحمد سعيد عفيفي وحمادي التونسي…
ووقعت أمينة رشيد على مسار فني حافل بالنجاحات، بدأته في الستينيات، وتوجته بحصولها على وسام العرش من درجة فارس، الذي وشحها به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في يوليوز 2006.
وتوفيت
الفنانة المغربية الأسبوع الماضي عن عمر
يناهز 83
سنة.
قم بكتابة اول تعليق