المرنيسي… المناضلة النسائية التي لا يشق لها غبار

فاطمة المرنيسي هي واحدة من أشهر المناضلات عن حقوق المرأة في المغرب وفي العالم العربي، والتي سبق لها أن كتبت روايات ومؤلفات وأنجزت دراسات هامة عن قضيتها، تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية.

رأت المرنيسي النور في العاصمة العلمية فاس في 1940 وسط عائلة تقليدية أرستقراطية محافظة عرفت بنضالها ضد المستعمر. إلا أن والدها، الذي عرف بانفتاحه، لم يمانع في إدخال ابنته إلى المدرسة، في زمن كانت الأنثى فيه محكومة بالجلوس في البيت في انتظار العريس. التحقت فاطمة ب”المسيد”، حيث تعلمت حفظ الآيات القرآنية، قبل أن تلتحق بمدرسة حرة من تلك المدارس التي أنشأتها الحركة الوطنية في تلك الفترة، والتي كانت تحرص على تدريس اللغة العربية، حيث أكملت تعليمها الابتدائي والثانوي، ثم تابعت دراستها بالعاصمة الرباط ومنها إلى جامعة “السوربون” الفرنسية الشهيرة، حيث درست العلوم السياسية، ومن ثم إلى جامعة “برانديز” الأمريكية، التي حصلت فيها على شهادة الدكتوراه في السوسيولوجيا، قبل أن تعود إلى أحضان الوطن وتلتحق، في أواسط السبعينات، بجامعة محمد الخامس بالرباط، بصفتها أستاذة جامعية، هي التي كانت تطمح إلى أن تصبح صحافية، قبل أن يستقطبها ميدان البحث والاستقصاء.

وقعت المرنيسي أولى كتاباتها تحت اسم مستعار. أغرتها قضية المرأة فخصصت لها جزءا كبيرا من كتبها وندواتها محاضراتها. وكانت واحدة من مؤسسات مجلة “8 مارس” للدفاع عن حقوق النساء قبل أن تصدر كتابها الشهير حول الحجاب ثم بعده “الإسلام والديمقراطية” ثم “أحلام النساء الحريم” ثم “هل أنتم محصنون ضد الحريم؟”….

توفيت فاطمة المرنيسي في 30 نونبر 2015 بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، مخلفة إرثا من أعمالها التي ناضلت من خلالها من أجل حرية المرأة في مجتمعاتنا الأبوية والمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*