عاشوراء… “فاكية” وكسكس و”شعالة”

يحتفل المغاربة، مثلهم مثل سائر المسلمين، بعاشوراء، الذي يوافق ليلة العاشر من شهر محرم، رغم أن العديدين منهم لا يعرف أصل هذا الاحتفال ولا كيف وصل إلى المغرب، أو لماذا تختلف طقوسه عن باقي الطقوس الموجودة في باقي البلدان العربية والإسلامية.

يقول البعض إن عاشوراء هو في الأصل احتفال يهودي، إذ يصادف العاشر من محرم، اليوم الذي نجى فيه الله نبيه موسى من بطش فرعون، وهو اليوم الذي تزامن أيضا لدى المسلمين بمقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد نبي المسلمين محمد، في معركة كربلاء، لذلك يحتفل به الشيعة كل سنة، بطريقتهم الخاصة، إذ يخرجون جماعات إلى الشوارع، خاصة في العراق وإيران، يجلدون أنفسهم ويصيحون ويبكون تخليدا لذكرى مقتل إمامهم الحسين.

في المغرب، البلد السني، تحتفل العائلات المغربية بهذا العيد، من خلال الصيام وتقديم أطباق “الفاكية”، المشكلة من مختلف أنواع الفواكه الجافة كاللوز و”الكركاع” و”الشريحة”، إضافة إلى التمر والحلويات التقليدية، ثم طبق الكسك الرئيسي، كما يشترون لبناتهم “الطعارج” والدمى، و”الكابوس” والمفرقعات للأولاد، قبل أن يخرج الجميع في الليلة المعلومة، الإناث يصدحون بأهازيج خاصة بالمناسبة، من قبيل “هادا عيشور ما علينا حكام آ لالا” أو “عيشوري عيشوري، عليك دليت شعوري” و”كديدة كديدة ملوية عالعواد، بابا عيشور جا يصلي وداه الواد”، في حين يقوم الأولاد الذكور بطقوس “شعالة”، التي تشمل جميع أحياء المدن، خاصة الشعبية منها.

وارتبطت ذكرى عاشوراء أيضا ببعض طقوس الشعوذة التي التصقت بالنساء، وتمارس من أجل جلب الحبيب وتطويع الزوج، لذلك تزدهر تجارة “العشوب” و”الحجابات” والتعاويذ والطلاسم في بعض الأسواق الشعبية، اعتقادا من البعض أن السحر الذي يمارس في هذه الليلة المباركة، يستمر مفعوله طيلة السنة.

وينتهي الاحتفال بعاشوراء في ساعات متأخرة من الليل، ليكون الأطفال في الشارع على موعد مع طقس “زمزم”، الذي يتم فيه رش المارة بالمياه تبركا، رغم أن هذه الطقوس المرتبطة بهذه الذكرى السنوية، أصبحت في السنوات الأخيرة تتخذ منحى مبالغا فيه، لتتحول إلى نوع من العنف والإرهاب يمارس في حق العباد أمام مباركة الجميع.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*