سميرة سيطايل: المرأة الحديدية

يلقبونها ب”المرأة الحديدية” لأنها صاحبة شخصية قوية وأسلوب ونظام صارم، لا تقبل الخطأ مثلما لا تحب الكسل. كثيرون يحترمونها لأنها سيدة استطاعت بفضل ذكاءها وتفانيها في العمل وموهبتها وجهدها، أن تصبح على ما هي اليوم عليه، وكثيرون أيضا يهابونها، لأنهم يرونها صعبة المراس، ويدها “طويلة”، وعلاقاتها تصل إلى أعلى سلطة في البلاد، التي تشملها برعايتها. 

الحديث طبعا عن سميرة سيطايل، نائبة المدير والمكلفة بالنشرات والبرامج الإخبارية على القناة الثانية دوزيم، والآمرة الناهية فيها. 

ولادتها كانت في الضاحية الباريسية، ذات 16 ماي من سنة 1964، لعائلة متواضعة مكونة من تسعة أبناء، يعولها مهاجر مغربي يعمل في مجال البناء. دراساتها كانت في مجال اللغات والحضارات الشرقية، قبل أن يوجهها أحد معارفها نحو صاحبة الجلالة التي عشقتها ووجدت فيها ضالتها منذ فترات تدريبها الأولى في عدد من المؤسسات الإعلامية الفرنسية الكبرى، مثل “كمال بلوس” و”تي إف 1″، قبل أن تحصل على تدريب ب”دار البريهي”، وتعمل بالقناة الأولى بشكل رسمي وعمرها لا يتجاوز 23 سنة. كانت البداية بتقديم النشرة التلفزية باللغة الفرنسية، قبل أن تنتقل إلى إنجاز ربورتاجات وتحقيقات في مواضيع وقضايا كانت تعتبر ، حينها، من المسكوت عنه إعلاميا. 

فرصتها التاريخية ستكون حين التحقت بالطاقم الجديد والشاب لقناة “دوزيم”، المشروع الإعلامي الذي آمن به الملك الراحل الحسن الثاني وأشرف على تفاصيل إخراجه إلى الوجود بنفسه. كان ذلك في 1989. 

قدمت سيطايل العديد من البرامج الناجحة على شاشة القناة الثانية، وحاورت كبار الشخصيات السياسية، وتدرجت إلى أن عينت مديرة لمديرية الأخبار في 2001، المديرية التي لها “حساسية” خاصة، بالنظر إلى حجم المسؤولية السياسية والإعلامية الملقاة عليها. لكنها كانت في الموعد، وحملت على عاتقها مهمة الترويج للموقف الرسمي، إلى درجة أن البعض يصفها ب”بوق الدولة” أو “الناطق الرسمي باسم المخزن”، وهي التوصيفات التي لا تزحزح شعرة منها بقدر ما تحثها على المزيد من التفاني من أجل خدمة أجندة وطنها وبلدها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*