يعتبر سهيل بنبركة من الرعيل الأول للمخرجين السينمائيين المغاربة، الذين بصموا بأعمالهم تاريخ السينما بالمغرب، بدءا من فيلمه “ألف يد ويد” الذي أخرجه في 1972 وتم توزيعه في أكثر من 115 بلدا عبر العالم، مرورا بتحفته الفنية “معركة الملوك الثلاثة”، وصولا إلى فيلمه الجديد “من رمل ونار… الحلم المستحيل”، الذي يعود به اليوم إلى الشاشة الفضية، ويخرجه إلى الجمهور والقاعات في شهر أكتوبر المقبل، بعد أن قدم عرضه الأول بباماكو، بحضور الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، شخصيا.
تعود أصول بنبركة إلى كلميم بمنطقة الصحراء المغربية، لكنه رأى النور بمدينة تومبوكتو في مالي، بإفريقيا السوداء، حيث رأى النور في 1942. علاقته بالسينما تعود إلى بداية الستينات، حين تزامن مروره بأحد شوارع روما الإيطالية، حيث كان يدرس الصحافة، وعمره لا يتجاوز 17 سنة، مع تصوير أحد أفلام عملاق السينما الإيطالية والعالمية فيديريكو فيليني، فكان حب الكاميرا من النظرة الأولى، ليقرر، في لحظة جنون، أن يجعل الوقوف وراءها مهنته ومصدر رزقه.
درس بنبركة السينما في إيطاليا. واستطاع، في فترة وجيزة، أن يشتغل مع مخرجين من العيار الثقيل على غرار فالانتينو الذي اشتغل إلى جانبه مساعد مخرج في فيلمه “إيداناتي ديلا تيرا”. كان ذلك في سنة 1969، قبل أن يحصل على الفرصة الذهبية في فيلم “أوديب الملك” للمخرج الإيطالي الشهير بيير بازوليني، إذ عمل إلى جانبه في هذا الشريط السينمائي المهم كمساعد مخرج، واستمر معه لمدة خمس سنوات متتالية، تعلم فيها الكثير من الدروس واكتسب خبرة سينمائية لا يستهان بها. بالموازاة مع ذلك، كان يقوم بإخراج العديد من الأفلام القصيرة، إلى جانب إخراجه عددا من الأفلام الوثائقية لصالح قناة “راي” الإيطالية.
حصلت الأفلام التي أخرجها بنبركة للسينما على العديد من الجوائز والتتويجات الدولية، من بينها فيلم “أموك” الذي حصل في 1984 على جائزة الفاتيكان إضافة إلى الجائزة الأولى للمهرجان الوطني بموسكو بروسيا، إلى جانب العديد من أفلامه التي لا يزال يتذكرها المغاربة، مثلما يتذكرون فترى رئاسته للمركز السينمائي المغربي، في بداياته.
قم بكتابة اول تعليق