فتح متحف إيف سان لوران أبوابه للعموم في 2017، ليكون شاهدا على ذكرى هذا المصمم الفرنسي العالمي، الذي ألهمته مدينة مراكش العديد من تصاميمه ويدين لها باكتشافه للألوان، بعد أن كان ولاءه فقط للأبيض والأسود.
المتحف، الذي يوجد في زقاق يحمل الاسم نفسه، غير بعيد عن حدائق “ماجوريل” الشهيرة، التي اشتراها لوران وصديقه بيير بيرجي وأعادا تأهيلها بعد أن كانت ستتحول إلى فندق، ليس مجرد فضاء لتخليد ذكرى المصمم الفرنسي، بل هو مركز ثقافي قائم بذاته، يضم، إلى جانب أعمال لوران والأفلام التي أنجزت حوله وحول مسيرته المهنية المتميزة في عالم الأزياء، كتبا قديمة عربية وأندلسية ومجلدات نفيسة وقطعا فنية رائعة، كما أريد له أن يكون متنفسا للفنانين المغاربة والعالميين لعرض أعمالهم وصورهم ولوحاتهم.
استوحى المكان هندسته من روح وجدران المدينة الحمراء وألوانها التي استوحى منها إيف سان لوران عددا من تصاميمه، والتي أصابه لوث عشقها منذ زارها أول مرة في 1966، ليشتري بها بيتا بالمدينة القديمة، ظل بمثابة محرابه الذي يتصوف فيه قبل أي تشكيلة يطلقها.
يمتد المتحف على مساحة 4000 مترا مربعا. أشرفت على تصميمها شركة “بويغ” الفرنسية الشهيرة. ويحتضن قاعة لعرض أعمال إيف سان لوران وأخرى مخصصة للفنان والرسام جاك ماجوريل إضافة إلى “أوديتوريوم” يتسع ل240 مقعدا ومتجر ومكتبة ومقهى ومطعم.
وتعود فكرة تأسيس متحف لإيف سان لوران بمدينة مراكش، إلى بيير بيرجي، رجل الأعمال الراحل والصديق الحميم للمصمم الفرنسي العالمي، أراد من خلالها إحياء ذكراه وتخليدها في هذه المدينة الساحرة التي تؤرخ للعديد من ذكرياتهما السعيدة. “أهم شيء هو تحويل الذكريات إلى مشاريع”، يقول بيرجي، بشأن المتحف، في تصريح سابق ليومية “لوموند” الفرنسية، مضيفا أن من البديهي أن يحتضن المغرب متحفا مخصصا لأعمال إيف سان لوران، لأنه يدين بالكثير إلى هذا البلد، سواء على مستوى الألوان أو الأشكال التي وظفها في تصاميم أزيائه”.
وكلف المتحف حوالي 15 مليون أورو، قبل أن يخرج إلى الوجود. وهو المبلغ الذي تم جمعه من خلال بيع العديد من القطع الفنية التي كان يملكها إيف سان لوران في مزادات علنية عبر العالم.
قم بكتابة اول تعليق