سعيد عويطة هو البطل الذي شرف المغاربة ورفع رأسهم عاليا بعد تتويجه بالميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية بلوس أنجلس في 1984، وفوزه في 1987 ببطولة العالم في ألعاب القوى وتحطيمه العديد من الأرقام القياسية العالمية، ليصبح أسطورة مغربية وعربية بامتياز.
هو من مواليد القنيطرة سنة 1959 لأسرة متواضعة. درس بمدينته إلى حدود المرحلة الثانوية قبل أن يغادرها نحو فاس. استهوته كرة القدم في بداياته، وارتدى قميص المغرب الفاسي لسنوات، قبل أن يقرر، بنصيحة من مدربه، التوجه نحو الجري وألعاب القوى، لتقوده الأقدار إلى الدار البيضاء حيث تدرب في ملعب “كازابلانكيز”، قبل أن يلفت أنظار المتخصصين، وعلى رأسهم الإطار عزيز داودة، الذي كان عرّابه وأول من مد له يد العون والمساعدة.
عاد عويطة إلى الدراسة بعد اعتزاله، لكن هذه المرة بجامعة فينيكس بأريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على ماجستير في إدارة الأعمال، قبل أن يؤسس شركته الخاصة بالملابس الرياضية في بلاد العم سام، تحت اسم “شركة عويطة العالمية للألبسة الرياضية”.
يتميز عويطة بشخصية قوية وغير مهادنة، لذلك، لم يستمر طويلا في منصبه على رأس الإدارة الفنية للجامعة المغربية لألعاب القوى في 2008، والذي سرعان ما غادره نحو قناة “الجزيرة” القطرية، التي اشتغل في استوديوهاتها محللا، إذ استفادت الفضائية المثيرة للجدل في العالم العربي من اسمه وتاريخه، واستغل هو نسبة مشاهدتها المرتفعة لتصفية حساباته مع الجامعة، مثلما اتهمه العديدون من مسؤوليها.
شخصيته الصريحة والمباشرة كانت سببا أيضا في عدم تمكنه من خوض غمار السياسة، التي تتطلب إتقان لعبة الكذب والمراوغة، حين ترشح للانتخابات بالدار البيضاء عام 1997، باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهي التجربة التي قادته إلى تطليق السياسة بالتلاث، مفضلا عليها مجال التحليل الرياضي و”البيزنس”.
كان البطل الأولمبي المغربي يحظى بعطف ومودة خاصة من الملك الراحل الحسن الثاني، لذلك لم يكن غريبا أن يمنح اسم “عويطة” للقطار السريع الذي كان ينتقل به المغاربة بين مدن المملكة، تكريما لاسمه واعترافا بما قدمه الرجل إلى الرياضة في بلده.
قم بكتابة اول تعليق