موسم إملشيل… تخليد قصة عشق إيسلي وتسليت

تحتفي إملشيل، تلك المنطقة الجبلية الواقعة بين قمم جبال الأطلس الشامخة، كل سنة، بموسم الخطوبة والزواج، الذي تخلد من خلاله الأسر والأهالي، ذكرى قصة العشق الممنوع، الذي جمع بين تيسلي وتيسليت، المحبان الشابان اللذان ينتميان إلى قبيلتين أمازيغيتين متحاربتين، رفض شيوخها تتويج علاقتهما بالزواج، فكانت الأسطورة، التي تقول إن دموعهما ظلت تسيل إلى أن كونتا بحيرتان عرفتا في المنطقة باسميهما.

مع حلول شهر شتنبر من كل سنة، الذي يتزامن مع موسم الحصاد، بعد شهور طويلة يقضيها سكان المنطقة في الحرث والكد والعمل من أجل ضمان قوت عيالهم، تتحول إملشيل إلى فضاء للفرح والاحتفالات بمناسبة هذا الموسم الذي توثق فيه جميع عقود الزواج بين شباب القبائل، تخليدا لذكرى الأسطورة، ويفتح فيه المجال للقاءات العاطفية بحثا عن عروسات وعرسان.

ترتدي المنطقة كلها زي البهجة. ويتم الإعلان عن انطلاق الموسم بالأهازيج والرقصات والأغاني الخاصة بالمناسبة، ويتم إعداد الوجبات التقليدية التي دأب سكان المنطقة على تحضيرها منذ آلاف السنين، ويحج السياح والزوار والمغنون والمنشدون وراقصو أحيدوس إلى المنطقة، ليشاركوا أهلها احتفالاتهم الاستثنائية التي تؤكد الروايات التاريخية أنها تعود إلى قرون خلت.

الموسم هو فرصة أيضا للرواج التجاري والاقتصادي والسياحي بالمنطقة، يتم خلالها أيضا الترويج للثقافة والفن الأمازيغي في أجمل صورهما.

يقام الموسم سنويا قرب ضريح سيدي أحمد أولمغني، الذي تردد الروايات المتداولة، أن الفضل يعود لهذا الولي الصالح ورجل الدين المنحدر من الشرفاء الأدارسة، في المصالحة بين القبيلتين المتناحرتين، آيت ابراهيم وآيت يعزى، اللتان ينحدر منهما العاشقان إيسلي وتيسليت، اللذان حرما من الزواج وأجبرتهما تقاليد بالية على الفراق.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*