ليلى السليماني… حامية حمى الحريات

عرفت ليلى السليماني، منذ بداياتها في عالم الكتابة، بالدفاع عن الحريات الفردية وعن حق المرأة في التصرف في جسدها دون وصاية، لذلك لا يحبها المتطرفون والإسلامويون والأصوليون، بالقدر الذي لا يحبون فيه الحرية ويحرصون على تقييدها. 

لم تكن الكتابة ضمن أولوياتها حين هاجرت بلدها نحو مدينة النور باريس لتدرس الاقتصاد والعلوم السياسية، قبل أن تجرب نفسها في التمثيل، وتسجل اسمها في “دروس فلوران” الشهيرة، لكنها ستكتشف أنها ممثلة فاشلة، وتتوجه نحو دراسة الإعلام، لتعمل متدربة لفترة في أسبوعية “ليكسبريس” الفرنسية ثم تلتحق بعدها بهيأة تحرير “جون أفريك” في 2008، التي ستغادرها في 2012، من أجل التفرغ تماما للكتابة. 

لم تجد ليلى السليماني، التي رأت النور في الرباط سنة 1981، من ينشر أول نصوصها الذي رفضته جميع دور النشر التي تواصلت معها الكاتبة، لكن روايتها الأولى “في حديقة الغول” استقبلت بشكل جيد من طرف النقاد واستطاعت أن تكون ضمن اللائحة النهائية للمرشحين لجائزة “فلور” الأدبية، قبل أن تخلق المفاجأة في 2016 وتفوز بجائزة “الغونكور” القيمة عن روايتها “أغنية هادئة”. 

عاشت ليلى السليماني، التي عينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ممثلته الشخصية من أجل الفرنكوفونية، داخل وسط يتنفس الحرية. فوالدها المغربي، ابن فاس، الذي كان يعمل مصرفيا وتوفي قبل سنوات بسبب السرطان، ربى بناته على حرية التعبير والانفتاح على الثقافات وقيم الحداثة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى والدتها الفرنسية الجزائرية، التي تعمل طبيبة. والقيم نفسها تلقنتها في ثانوية “ديكارت” الشهيرة بالعاصمة الرباط، والتي يدرس فيها أبناء النخبة، قبل أن تطير نحو فرنسا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*