مصطفى حجي: صانع الفرجة

لا يزال المغاربة وعشاق المستديرة يتذكرون ضربة المقص التي أبدعها ذات كأس إفريقية، ضد منتخب الفراعنة، والتي دخلت تاريخ كرة القدم الإفريقية والعالمية من بابه الواسع. 

إنه مصطفى حجي، لاعب كرة القدم، الأسطورة، صانع الفرجة، أو رونالدو المغربي، مثلما يطلق عليه معجبوه والمتتبعون لمسيرته الكروية الاحترافية التي بدأت في 1991 مع نادي نانسي الفرنسي. 

ولد حجي في 1971 بإفران في الأطلس الصغير لأب يعمل في المناجم، لكنه سيغادر المغرب مع أسرته، نحو فرنسا، وعمره لا يتجاوز الخمس سنوات.  

لعب حجي، خلال مساره الاحترافي الطويل والحافل بالنجاحات والألقاب، للعديد من الأندية الكروية الشهيرة عبر العالم، من بينها سبورتينغ لشبونة وأستون فيلا وإسبانيول، إضافة إلى ديبورتيفو لاكورونيا، الذي شكل فيه رفقة زملائه وأبناء بلده نور الدين النيبت وصلاح الدين بصير ، فريقا متكاملا. 

موهبته لفتت أنظار المدربين عبد الله بليندة وعبد الغني الناصري، فقدما له الدعوة من أجل الالتحاق بالمنتخب الوطني. وهو العرض الذي قبله دون تردد، مما أثار عليه موجة من الانتقادات في فرنسا، التي قدمت له العرض نفسه، لكنه رفضه، مفضلا حمل القميص الوطني ورفع راية بلاده عاليا في العديد من المحافل الكروية.

شكل حجي علامة فارقة داخل المنتخب الذي لعب له من 1993 إلى 2004، خاصة بعد الانسجام الذي كان بينه وبين باقي اللاعبين الذين شكلوا الجيل الذهبي لكرة القدم الوطنية، رغم أنه كان لا يتقن سوى الأمازيغية والفرنسية ولا يتحدث العربية، لكنه كان يحظى باحترام الجميع لقتاليته واستماتته في اللعب. 

يعشق المغاربة مصطفى حجي لأنه منحهم الكثير من الفرجة وأدخل الفرح على قلوبهم. الجميع يتذكر كيف خرجوا إلى الشوارع يهللون باسمه بعد الهدف الذي سجله ضد النرويج في مونديال فرنسا 1998. 

حصل حجي على العديد من الألقاب أهمها لقب أحسن لاعب في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في 1998، وهو اللقب الذي حصل عليه قبله لاعبون كبار أمثال فرس والتيمومي والحارس بادو الزاكي، كما حصل على جائزة اللاعب الأسطورة في 2011، وهي الجائزة التي منحت له من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. 

مباراة اعتزاله حضرها نجوم عالميون كبار في كرة القدم، مشاركتهم كانت اعترافا رمزيا بموهبة هذا اللاعب الاستثنائي، الذي لا يتكرر مثله في التاريخ. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*