المهدي بنعطية… العميد

لم يكن إعلان اللاعب الدولي المغربي المهدي بنعطية اعتزاله اللعب مع الأسود، خبرا جيدا بالنسبة إلى عشاقه ومتابعيه الذين يرون في ذلك خسارة كبيرة للمنتخب، الذي سيفقد عميده وواحدا من كبار مدافعيه. 

لقد تعب بنعطية من الشائعات والانتقادات التي واكبت مساره منذ قرر حمل القميص الوطني بدلا من قميص المنتخب الجزائري الذي دعاه للعب في صفوفه بالنظر إلى أصول والدته الجزائرية. أو مثلما قال هو نفسه، في حوار مع قناة “بي إن سبورت” القطرية، التي أعلن من خلالها خبر اعتزاله لجمهور المستديرة: “القرار لم يكن سهلا بالنسبة لي. أشعر بنفسي مستهدفا بسبب الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام عني، وهي غير صحيحة. من بينها أنني من أتدخل في تشكيلة المنتخب أو أنني أختار بنفسي المباريات التي أود المشاركة فيها”. 

قضى بنعطية، 12 سنة في خدمة منتخب بلاده، الذي بلل قميصه في العديد من المباريات الهامة والمصيرية. وإذا كان عدد كبير من الجمهور المغربي العاشق لكرة القدم، يتهمه بالتخاذل أثناء اللعب مع الأسود خوفا من الإصابة، بدليل أن المنتخب خسر العديد من المباريات المصيرية تحت قيادته، فإن العديدين يشيدون بقتاليته ووطنيته ودوره الفعال داخل التشكيلة، ولكن “ما كاينش مع من”. وربما بسبب هذه الانتقادات التي طالته من طرف الإعلام، الذي تناقل أخيرا خبر علاقته المتوترة مع والده ورفضه إمداده بالمال رغم حاجته إليه، قرر هذه المرة الاعتزال بشكل نهائي وحاسم، بعد أن سبق له اتخاذ هذا القرار عدة مرات وتراجع عنه نزولا عند رغبة عدد من المدربين، لعل أهمهم رونار الذي تجمع بينهما علاقة صداقة استثنائية واحترام كبير. 

لم يكن مشوار بنعطية مفروشا بالورود في بداياته. فقد عانى ابن الضاحية الفرنسية كثيرا بسبب عدم ثقة المدربين في قدراته، قبل أن يثبت نفسه في غضون سنوات مع عدد من الأندية الفرنسية التي تعاقد معها بعد أن أغلقت النوادي الفرنسية المهمة جميع الأبواب، وفضل مدربوها الاحتفاظ به ضمن دكة الاحتياط. 

استطاع بن عطية، الذي يبلغ اليوم 32 سنة من عمره، أن يصبح واحدا من أهم اللاعبين في الدوريات الأوربية، أشهرها روما ويوفنتوس الإيطاليين وبايرن ميونيخ الألماني، قبل أن تصل به الأقدار اليوم إلى اللعب في صفوف نادي الدحيل القطري، الذي برر الالتحاق به برغبته في أن يعيش أبناؤه في ظل الأجواء الإسلامية بقطر، في الوقت الذي تحدث النقاد والمتتبعون عن صفقة مالية مغرية قدمها له النادي القطري كانت وراء موافقته اللعب لصالحه. 

حصل بنعطية، الذي ولد بفرنسا في 1987 لأب مغربي وأم جزائرية، على العديد من الجوائز في مشواره الاحترافي، لعل أهمها جائزة أفضل لاعب عربي في 2015، وهي السنة نفسها التي حصل فيها على جائزة ثاني أفضل لاعب في إفريقيا، ثم جائزة أفضل لاعب في صفوف يوفنتوس في 2017، وجائزة أفضل لاعب مغاربي في السنة نفسها. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*