يعتبر الطاهر بن جلون واحدا من الكتاب المختلف عنهم والأكثر إثارة للجدل في الأوساط الأدبية المغربية والعربية، ففي الوقت الذي يعتبره بعض النقاد كاتبا عظيما ومدافعا كبيرا في كتاباته عن العلمانية والحرية وحقوق الإنسان، يجد فيه آخرون مجرد كاتب فلكلوري منبطح للغرب، رسم بلده المغرب، في كتاباته، بشكل عجائبي ليرضي فقط قارئا فرنسيا عاشقا للغرائبية.
ولد الطاهر في فاس سنة 1944. لكنه سرعان ما سيغادر العاصمة العلمية رفقة أسرته ليستقر في طنجة، حيث سيقضي سنوات دراسته الأولى قبل أن يلتحق بالعاصمة الرباط ثم الدار البيضاء، ومنها إلى باريس، التي هاجر إليها بمجرد صدور قرار تعريب تدريس الفلسفة. (أمضى سنوات مدرسا للفلسفة بجامعات الرباط والبيضاء). كان ذلك سنة 1971.
جرب الطاهر بنجلون معمعة السياسة، حين شارك في المظاهرات الطلابية بالمغرب أواسط الستينات، لكن محنة الاعتقال من 1966 إلى 1968، التي كتب عنها في روايته “العقاب”، بعد حوالي خمسين سنة، كانت دافعه إلى تطليق السياسة وتجريب النضال عبر الكتابة.
أمضى الطاهر بنجلون سنوات دراسته وهو يدرس بالفرنسية. وكتب أولى محاولاته الشعرية بالفرنسية أيضا. وظلت اللغة الفرنسية رفيقته في الكتابة إلى اليوم، لكن الفرنسيين لم يعتبروه يوما كاتبا فرنسيا وصنفوه دائما في خانة الكتاب الفرنكفونيين الأجانب، وهو الشيء الذي ظل يحز في نفسه كثيرا، هو المغربي الحاصل على جائزة الغونكور الفرنسية الأدبية الرفيعة، التي اعتبرها هو نفسه أكثر قيمة من جائزة نوبل.
في جعبة الطاهر بنجلون العديد من الأعمال الأدبية من شعر وقصة ورواية، منها “طفل الرمال” و”مأوى الفقراء” و”حرودة” و”موحى الأحمق” و”موحى العاقل” و”صلاة الغائب” و”ليلة القدر”، الحاصلة على الغونكور، و”تلك العتمة الباهرة” التي أثارت جدلا كبيرا بعد صدورها، خاصة بين أوساط معتقلي تازمامارت، الذين اتهموا الطاهر بالمتاجرة بقضيتهم من أجل مصلحة شخصية.
قم بكتابة اول تعليق