ماحي بينبين هو واحد من أبرز وأشهر الرسامين والفنانين التشكيليين في المغرب. وهو، إلى جانب لوحاته التي تباع عبر جميع أنحاء العالم، عرف بالنحت أيضا وبكتاباته الروائية المثيرة، أشهرها رواية “نجوم سيدي مومن”، عن الأحداث الإرهابية الأليمة التي هزت الدار البيضاء، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج نبيل عيوش، إلى جانب روايات أخرى مثل “مجنون الملك” التي تحدث فيها ماحي عن والده الراحل، و”جنازة الحليب” و”أكلة لحوم البشر” و”ظل الشاعر” و”الله يخلف” و”زقاق التوبة”…
ولد ماحي بينبين بمراكش سنة 1959، لكنه سيغادرها بداية الثمانينيات متوجها نحو باريس للدراسة قبل أن يصبح مدرّسا لمادة الرياضيات، ثم يشد الرحال نحو نيويورك التي سيستقر فيها لمدة 6 سنوات قبل أن يعود إلى باريس من جديد، ومنها نحو المدينة الحمراء، التي عاد إليها في 2002.
خلف الابتسامة العريضة النابعة من القلب، يخفي ماحي بينبين ألما دفينا وتجربة مرة أذاقته إياها الحياة في سن صغيرة، حين هجر الأب، الفقيه بينبين، الذي كان يدرّس الأدب العربي، زوجته وأبناءه السبعة، وتخلى عن أسرته الصغيرة ليؤسس أسرة جديدة على أنقاضها، بعد أن تم القبض على ابنه عزيز بينبين في انقلاب الصخيرات الذي نجا منه الملك الراحل الحسن الثاني، والذي كان الأب واحدا من أفضل مؤنسيه وأقربهم إلى قلبه. لقد كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لوالد ماحي، أن يظهر ولاءه ووفاءه لملكه، الذي كان حريصا على تزويجه من جديد، “بمعرفته”.
لم يبدأ شغف ماحي بالرسم واللوحات في سن صغيرة، بل بدأ أولى “خربشاته” بالألوان في سن 26 سنة قبل أن يصبح اليوم واحدا من أهم الرسامين المغاربة، تعرض لوحاته بمتحف غوغنهاير بنيويورك ويشارك في أرقى المعارض الدولية ويشتري أعماله النخبة وعلية القوم، وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس، الذي يزين جدران قصوره وإقاماته بالعديد من أعمال ماحي بينبين.
قم بكتابة اول تعليق