بيث إيل… جوهرة معمارية رفيعة

يوجد معبد بيث إيل، وهي العبارة التي تعني بالعبرية بيت الله، في عمالة سيدي بليوط، بالقرب من ساحة فيردان الشهيرة بقلب الدار البيضاء، حيث كان يقطن عدد كبير من أبناء الطائفة اليهودية في المغرب. 

ويعتبر المعبد، واحدا من أشهر المعابد اليهودية في العاصمة الاقتصادية، بل وأكبرها وأجملها وأفخمها، فهو بمثابة جوهرة معمارية رفيعة، صممت لتدهش الناظرين والزائرين، قبل أن تكون مكانا للعبادة يقصده ما تبقى من يهود المدينة في المناسبات والأعياد الخاصة بهم، كما يقصده اليهود المغاربة القادمون من الخارج كل “هيلولة” لإحياء طقوسهم وطقوس أجدادهم في جو من الحنين إلى زمن جميل مضى. 

بيث إيل، بزجاجه المعشق والملون وثرياته الضخمة وهندسته المعمارية الفريدة، هو أيضا مزار روحي وتراث ثقافي يشكل جزءا لا يتجزأ من تاريخ المدينة والبلد، وعنوان لمكونها اليهودي، الذي ترسخت أهميته في الدستور إلى جانب المكونات الأخرى العربية والأمازيغية. 

تعرض المعبد، مثل غيره من المعابد اليهودية بالمغرب عموما، إلى الإهمال، خاصة بعد أن بدأ عدد اليهود المغاربة المقيمين يقل ويتراجع مع مرور السنوات وتوالي الهجرات، لكن أعيد ترميمه سنة 1997 ليستعيد رونقه وجماليته وأهميته كنقطة تجمع هامة لليهود البيضاويين، قبل أن يتم ترميم غيره من المعابد اليهودية، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يشمل مواطنيه اليهود بعطف خاص وكبير. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*