حاييم زعفراني… الباحث الشغوف باليهودية والإسلام

ولد حاييم زعفراني بمدينة الصويرة يوم العاشر من يونيو من سنة 1922 لعائلة يهودية أندلسية تنتمي إلى النبلاء، استقرت في بلاد سوس بعد طردها من إسبانيا في 1492. 

عاش في رعاية جديه اللذين منحاه الكثير من الحب والحنان والعطف، بعد وفاة والده وسنه لم يكن يتجاوز آنذاك الأربع سنوات. 

ومنذ صغر سنه، أبان حاييم عن نباهة كبيرة ورغبة عارمة وإرادة للتعلم والبحث والتنقيب، ولم يكن يكتفي بالمعلومات والمعطيات الجاهزة. 

عمل حاييم زعفراني مدرسا للغة العربية في مدارس اليهود بالمغرب، لإتقانه لغة الضاد بالقدر الذي كان يتقن فيه اللغة العبرية . 

عاش حياته متنقلا بين الدار البيضاء والرباط وباريس، التي سافر إليها من أجل الدراسة وعمل بجامعاتها، وعلى رأسها جامعة باريس 8 التي أسس فيها شعبة الحضارة والدراسات الشرقية، كما كانت باريس المدينة التي توفي فيها في 2004.

إلى جانب تخصصه في ثقافة اليهود السفارديم وفي العلاقات بين اليهود والعرب، كان حاييم باحثا في اللسانيات ومؤرخا يشهد له بالكثير من الكفاءة، زينت مقالاته المكتوبة بالعربية والعبرية، حول اليهودية في أرض الإسلام، وخاصة في المغرب، كبريات المجلات المتخصصة عبر العالم. 

كان حاييم زعفراني، مهووسا أيضا بالموسيقى. وكان له الفضل في تسجيل العديد من أناشيد الحاخام المعروف دافيد بوزاغلو. كما كان شغوفا بالبحث في الأرشيف والمؤلفات القديمة والمخطوطات النادرة التي كانت وسيلته من أجل التوثيق لكتاباته ومؤلفاته، والتي كان ينقب عنها في المدن والقرى الغابرة والمساجد المهدومة والمعابد المهملة، والتي أوصلته إلى نتيجة كان يرددها دائما، وهي أن اليهودية كانت دائما مكونا هيكليا في التنوع المغربي. 

وقد صدق صديقه الكاتب الراحل إدمون عمران المالح حين قال عنه “حاييم هو ابن الصويرة واليهودي المغربي الذي تحمل مسؤولية هويته الغنية والمتعددة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*