يعتبر متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر أول متحف مغربي يستجيب للمعايير المتحفية الدولية وأول مؤسسة صممت لتكون متحفا، خلافا لباقي المتاحف المغربية الأخرى التي كانت في الأصل قصورا أو منازل.
خرج المتحف إلى الوجود بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي دشنه شخصيا في أكتوبر 2014، وأراده أن يكون وسيلة لدمقرطة الثقافة وجعلها في متناول الجميع. فجلالته يؤمن إيماناً أكيدا صادقا أن الثقافة يمكنها أن تشكل قاطرة للتنمية، على جميع المستويات.
الذي يلج المكان يلمس مباشرة أنه جوهرة معمارية فريدة، جمع في هندسته بين الأصالة المغربية والمعاصرة المنفتحة على الآخر. إذ تزينه زخارف تقليدية بلمسة معمارية عصرية.
يقع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بقلب العاصمة الرباط، بمنطقة حسان تحديدا. وقد استقبل منذ فتح أبوابه عددا من المعارض الهامة، من بينها معرض “من 1914 إلى 2014: مائة سنة من الإبداع… لمحة تاريخية عن التغيرات للفن الحديث والمعاصر المغربي”، و”المغرب الوسيط: إمبراطورية من إفريقيا إلى إسبانيا”، ومعرض “حسن الكلاوي… ملح التراب” أو “ضوء إفريقيا” أو “ألوان الانطباعية… الأعمال الكبرى لمجموعات متحف أورسي”، دون الحديث عن معرض الافتتاح الكبير، الذي تم خلاله تقديم أكثر من 500 عمل، وشارك فيه أكثر من 200 فنان، كما عرض أعمالا للعديد من الفنانين العالميين الأجانب أمثال بيكاسو وسيزار و جياكوميتي إضافة إلى الفنانين المغاربة مثل أحمد الورديغي وأحمد الشرقاوي وفريد بلكاهية ومحمد مليحي وفؤاد بلامين وماحي بينبين…
وإلى جانب المعارض، يحتضن المتحف، الذي يزوره حوالي 100 ألف شخص سنويا، مؤتمرات وندوات ومعارض مؤقتة، كما ينظم دورات تكوينية لجمهور متخصص، خاصة من خريجي مدارس الهندسة المعمارية والفنون الجميلة.
يستجيب المتحف، التابع للمؤسسة الوطنية للمتاحف، للمعايير المتحفية الدولية، إذ يتوفر على إنارة متخصصة وتهوية خاصة وتقنيات للتحكم في الحرارة والرطوبة، تسمح بصيانة التحف والحفاظ عليها.
متحف محمد السادس، الذي كلفت ميزانيته 200 مليون درهم، هو أيضا بمثابة فضاء للتعريف بكبار المبدعين والرسامين عبر التاريخ، إضافة إلى فنانين معاصرين.
قم بكتابة اول تعليق