مهدي قطبي… صديق الرؤساء والملوك وكبار المثقفين

لم يولد مهدي قطبي وفي فمه ملعقة من ذهب. بل كافح كثيرا، هو الذي ولد في حي التقدم الشعبي بالرباط لأسرة متواضعة، من أجل أن يصل إلى ما وصل إليه اليوم… رسام معروف، تعرض أعماله في العديد من المعارض العالمية من باريس إلى طوكيو مرورا بنيويورك، وحاصل على العديد من الأوسمة والنياشين داخل وخارج المغرب (جوقة الشرف، الفنون والآداب، السعفات الأكاديمية، الاستحقاق الوطني) وصديقا لكبار المثقفين والرؤساء والملوك، وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس، الذي عينه على رأس المؤسسة الوطنية للمتاحف. 

هو سفير الفن والثقافة والأصالة المغربية التي لم تفارقه رغم سنوات غربته في فرنسا، بلده الثاني الذي نشأ فيه بعد المغرب، الذي رأى النور فيه سنة 1951.

لم يدرس قطبي الفن في سن صغيرة، بل دخل المدرسة العسكرية في القنيطرة، لكن القدر رسم له مسارا آخر مختلفا تماما، وبعيدا عن صرامة الجيش وحروبه وانقلاباته، بعد أن حظيت رسوماته وخربشاته على اللوحة بإعجاب رائد الفن التشكيلي بالمغرب أحمد الغرباوي، الذي عمل على تعريفه ببعض عشاق الفن التشكيلي ومقتني اللوحات وكبار الشخصيات، وعلى رأسها الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يكن عطفا خاصا لمهدي كشخص وكرسام، قبل أن يقرر السفر إلى فرنسا من أجل الدراسة والتكوين. كانت البداية بمدرسة الفنون الجميلة بتولوز قبل أن يلتحق بعدها بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس. 

يعتمد قطبي على رسم الخط العربي في لوحاته، التي جال بها معارض العالم، لكنه إلى جانب رسم الحرف، عرف بتصاميمه الفنية للحلي والأكسسوارات النسائية، وهي الموهبة التي خولته التعامل مع كبريات دور الموضة والأزياء العالمية، كما أشرف على تصميم أغلفة الكتب أيضا، من بينها غلاف كتاب “كلمات من المنفى” لدومينيك دوفيلبان، رئيس الحكومة الفرنسية السابق، الذي عاش سنوات في المغرب.

ربط قطبي أثناء مقامه بباريس علاقات صداقة هامة مع شخصيات فرنسية هامة من مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والفنية ورجال الأعمال، مكنته دائما من أن يكون واسطة خير بين فرنسا والمغرب، حتى في عز أزمات البلدين الدبلوماسية، سواء المعلنة، أو المسكوت عنها. لذلك أسس، في 1991، دائرة الصداقة المغربية الفرنسية، ولذلك عينه جلالة الملك محمد السادس رئيسا للمؤسسة الوطنية للمتاحف، لشبكة علاقاته المتشعبة في دوائر القرار التي تسمح له بأن يلعب دورا أساسياً في تطوير العلاقات بين فرنسا والمغرب، ولو على مستوى الثقافة. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*