ريموند البيضاوية… أيقونة الأغنية الشعبية

يلقبونها ب”الجوهرة الشرقية” وب”أيقونة الأغنية الشعبية” و”الأسطورة الحية”، وبالعديد من الألقاب المتعددة والمختلفة، لكن الجميع يكاد يجمع، بما لا يدع مجالا للشك، على حبها الكبير للمغرب وتشبثها بجذورها وانتمائها إليه.

إنها ريموند البيضاوية، التي التصق بها هذا اللقب نسبة إلى مدينتها التي رأت فيها النور سنة 1943، الدار البيضاء، قبل أن تهاجر إلى إسرائيل وعمرها لم يكن يتجاوز 18 سنة، وبعدها إلى كندا ثم فرنسا، حيث استقرت في باريس.

هي فنانة إسرائيلية من أصول يهودية مغربية. ارتبط اسمها لسنوات بالأغنية الشعبية التي أحيت تراثها من خلال إعادة غناء “ريبيرتوارها” الغني والحافل بالمقطوعات الفنية الغنائية الرائعة والخالدة، إلى أن أصبحت رائدة من رواد هذه الأغنية وواحدة من أهم الأصوات التي أدتها.

لم تتنكر ريموند لأصولها المغربية ولا للهجتها. وأصرت، حتى بعد أن استقرت في إسرائيل، على التحدث بها والغناء بها، رغم جميع الانتقادات التي كانت توجه لها، بل كان لها فضل كبير في إدخال الموسيقى والفن الشعبي إلى الدولة العبرية. كما أنها، إلا جانب الغناء، أنشأت فرقة مسرحية كانت تقدم جميع أعمالها بالدارجة المغربية.

عرفت ريموند لدى المغاربة بأداء أغنية “العظمة ما منوش” التي اشتهرت بها في الثمانينات، إلى جانب أغان شعبية أخرى مثل “الطوموبيل” و”يديرها الكاس” التي ما زالت تغنى إلى اليوم في الأفراح والحفلات والمناسبات، والتي كانت تمنحها ريموند لمستها الخاصة، سواء من خلال أداءها المختلف بصوتها الشجي، أو من خلال تحركاتها ورقصها على الخشبة، إلى درجة أن الملك الراحل الحسن الثاني أطربه صوتها حين استمع إليه، ودعاها إلى الغناء أمامه شخصيا بقصره، حيث كان يستقبل كبار الفنانين والمبدعين من المغرب والعالم العربي.

كانت ريموند، واسمها الكامل ريموند كوهين أبيكاسيس، تعشق أغاني ناس الغيوان أيضا، إضافة إلى أغاني العمالقة مثل عبد الوهاب الدكالي ونعيمة سميح والعلمي والغرباوي… التي كانت ترددها كثيرا في حفلاتها. أما مثلها الأعلى، فكان الفنان الشعبي الراحل بوشعيب البيضاوي، والفنانة الحاجة الحمداوية، التي وقفت إلى جانبها في وصلة غنائية مشتركة بإحدى دورات مهرجان “أندلسيات الصويرة”، الذي تعتبر ريموند صديقة وفية له، أحيت العديد من أمسياته، وأشعلت جمهوره الذي اكتشف أن ريموند لم تفقد شيئا من رونق صوتها وأداءها، رغم سنوات الغياب. إنها، مثلما قال عنها الباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي، المدير الفني للمهرجان: “ريموند مثل النحلة… تنتقل بين روائع الريبيرتوار الموسيقي المغربي”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*