إدمون المالح… جيمس جويس المغرب

ولد إدمون عمران المالح في 30 مارس 1917 بمدينة آسفي، وتوفي في 15 نونبر 2010 بمدينة الرباط، وظل طيلة حياته وفيا لوطنه عاشقا لمغربه، حتى النخاع. أليس هو القائل، معرفا بنفسه: “أنا مغربي يهودي، لا يهودي مغربي، أحمل بلدي المغرب أينما ذهبت”. 

هو أستاذ وكاتب وصحافي مغربي، من أصول أمازيغية، وبالضبط من قبيلة آيت عمران، جنوب الأطلس، لكن عائلته عاشت سنوات طويلة في مدينة الصويرة، وهي المدينة التي نشأ فيها إدمون وعاش مدة طويلة وكتب فيها أبرز إنتاجاته الأدبية وأوصى أن يدفن جثمانه فيها، رغم أنه قضى حياته متنقلا بين العديد من المدن، آسفي والبيضاء والرباط وباريس. 

كان إدمون عمران المالح، أو “الحاج”، كما كان يلقبه الأصدقاء والمقربون، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي المغربي، وأحد كبار المسؤولين داخله، فقد عرف بمواقفه المدافعة عن العمال والفلاحين التي كانت تظهر في كتاباته وتحقيقاته الصحافية، التي كان يوقعها باسم مستعار هو عيسى العبدي، لكنه سيطلق العمل السياسي في 1959 ويهاجر نحو فرنسا حيث اشتغل في العديد من المنابر الإعلامية، من بينها جريدة لوموند الفرنسية الشهيرة، كما اشتغل مدرسا للفلسفة، قبل أن يعود إلى المغرب في نهاية التسعينات ليستقر به إلى حين وفاته عن عمر يتجاوز التسعين. 

لم تنل سنين الغربة الطويلة من ارتباط إدمون المالح بوطنه وهمومه وقضاياه. هو الذي ناضل من أجل استقلاله، واختار أن يظل في المغرب، في الوقت الذي هاجر  عدد كبير من أبناء ملته من اليهود المغاربة نحو إسرائيل. 

لم يبدأ إدمون عمران المالح، أو عمرام المليح، الكتابة الأدبية إلا في سن متأخرة.كان ذلك سنة 1980 وعمره 63 سنة. وكان يصرح دائما أنه دخل عالم الكتابة بمحض الصدفة، هو الذي لقبته صحيفة الإندبندنت البريطانية الغراء ب”جيمس جويس المغرب”. 

دافع في أعماله، المكتوبة بالفرنسية والمترجمة إلى عدة لغات على رأسها العربية، عن قيم العدالة والمساواة والقيم الإنسانية الكونية، وانتقل إلى العالم الآخر، تاركا في جعبته العديد من الأعمال، من بينها “ليل الحكي” و”ألف يوم ويوم” و”أبو النور” و”حقيبة سيدي معاشو” و”المقهى الأزرق”… 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*