زهور رحيحيل… محافظة الإرث اليهودي المغربي

لا يمكن للمتحدث مع زهور رحيحيل، محافظة متحف التراث اليهودي المغربي بالدار البيضاء، إلا أن يلمس، من كلامها، منذ الوهلة الأولى، شغفا كبيرا بالإرث اليهودي المغربي، تربى وترعرع لديها منذ فترة المراهقة، حين بدأت تطرح على نفسها الكثير من الأسئلة حول اليهود، وتحاول اكتشاف تراثهم الذي أغنوا به المغرب، باعتبارهم واحدا من أهم المكونات الثقافية للبلد.

الذين يعرفونها عن قرب، يصفونها بالمرأة المثقفة، ذات الثقافة الواسعة، العاشقة لوطنها، التي قدمت الكثير من أجل الحفاظ على الإرث اليهودي في المغرب، سواء من خلال كتاباتها وأبحاثها، أو من خلال عملها كمحافظة للمتحف اليهودي المغربي.

زهور رحيحل، وإلى جانب أنها أول امرأة مسلمة تشغل منصب محافظة لمتحف يهودي منذ 2002، فهي أيضا أول امرأة مسلمة متخصصة في التراث اليهودي المغربي. جمعت في دراستها بين الصحافة، إذ درست بشعبة السمعي البصري بالمعهد العالي للاتصال بالرباط، والأنثربولوجيا وعلم التراث والآثار، وكانت أبحاث تخرجها تدور كلها حول محور اليهودية، سواء حين تطرقت إلى موسم “الهيلولة” بمنطقة ابن احمد، أو حين تحدثت عن موضوع “عبادة الأولياء اليهود بالدار البيضاء”.

كانت زهور رحيحيل من المناضلات من أجل القضية الفلسطينية. وتشبعت في صغر سنها بشعر محمود درويش. وكان الصراع العربي الإسرائيلي دافعها من أجل محاولة البحث والفهم. فكانت البداية بيهود المغرب، قبل أن تلتقي ب”عرّابها” شمعون ليفي، الكاتب والسياسي اليهودي المغربي الشهير، والباحث في التاريخ اليهودي بالمغرب، الذي فتح أعينها على إسهامات اليهود المغاربة في ثقافة وحضارة البلد، قبل أن يقترح عليها أن تكون ضمن فريق العمل بمتحف التراث اليهودي المغربي.

تواصل زهور رحيحيل اليوم، مهمتها في التعريف بالإرث اليهودي بالمغرب، وبصور التعايش بين المسلمين واليهود في هذا البلد الذي يشكل استثناء بين البلدان العربية الأخرى، من خلال إعداد وتقديم برنامج إذاعي هو الأول من نوعه وطنيا وعربيا، تحت عنوان “ناس الملاح”، وهو البرنامج الذي يبث أسبوعيا (كل خميس) على أثير إذاعة “ميد راديو”، ابتداء من الساعة السادسة مساء، ويعرف بالعادات والتقاليد اليهودية المغربية، سواء في الطبخ أو اللباس أو الغناء، ويحاول تقريبها إلى المستمع والمتتبع.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*