كان اسمها في عهد الاستعمار الفرنسي حديقة ليوطي، قبل أن يتحول مباشرة بعد الاستقلال إلى حديقة الجامعة العربية.
أشرف على تصميمها مهندس فرنسي استقدمته سلطات الإقامة الفرنسية، اسمه جون كلود فوريستيي، كانت له تجربة وباع طويل في مجال تصميم وتنسيق الحدائق، مثلما أوردته مجلة زمان التاريخية، في أحد أعدادها السابقة، قبل أن يعهد بتنفيذ المشروع إلى المهندس ألبير لابراد، الذي كان مكلفا بإعداد وتهيئة المتنزهات والحدائق، والذي كان يشتغل ضمن الفريق التابع للمهندس هنري بروست، الذي كان مكلفا بهندسة وتخطيط المدن المغربية، وعلى رأسها العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
صممت الحديقة على طراز الحدائق الفرنسية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وتم جلب نباتات من مختلف أنحاء المستعمرات الفرنسية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، يمكنها أن تتكيف مع مناخ المغرب، إضافة إلى شجيرات اللبخ وأشجار النخيل، التي كانت تتخلل المتنزه.
انتهت أشغال حديقة ليوطي في 1919، قبل أن تفتح للعموم وتصبح قبلة الفرنسيين القاطنين بالمدينة، خاصة أنها كانت تتواجد بموقع إستراتيجي هو القلب النابض للعاصمة الاقتصادية، بالقرب من الكنيسة الكاثوليكية والإدارات ووسط المدينة.
كانت الحديقة، التي تمتد على مساحة ثلاثين هكتارا، تتوفر على فضاءات رياضية عديدة، من بينها مدار لألعاب القوى وناد للكرة الحديدية.
وتردد الروايات أن الحديقة بنيت فوق سجن برتغالي قديم، وأنها بنيت بسواعد الجنود الألمان، لتصبح اليوم من أقدم حدائق الدار البيضاء وأكبرها.
عانت الحديقة من الإهمال سنوات عديدة، قبل أن تقرر جماعة الدار البيضاء إعادة هيكلتها، حيث بدأت الأشغال في يناير 2016. وهو المشروع الذي كلف ميزانية بلغت 100 مليون درهم مغربي.
قم بكتابة اول تعليق