ادريس خروز… رجل الاقتصاد المثقف

ولد ادريس خروز سنة 1950 ببلدة تدعى كرامة، نواحي منطقة الريش، لأسرة أمازيغية قحة، لذلك لم يكن في صغره يتحدث بأي لسان آخر غير اللسان الأمازيغي، إلى أن بلغ من العمر ست سنوات. 

لم تكن سنوات التمدرس سهلة على الطفل ادريس، الذي كان مجبرا كل صباح، على الاستيقاظ باكرا وقطع عشرات الكيلومترات من منطقته النائية من أجل الوصول إلى مدرسته، لكن ذلك لم ينل من عزيمته شيئا وظل مواظبا على الدرس إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا في العلوم التجريبية ثم التحق في سن 18 سنة بكلية العلوم بالرباط حيث حصل على دبلوم الإجازة. 

وفي سن 21سنة، سافر إلى مدينة ليل الفرنسية من أجل الدراسة حيث حصل على دبلومين عاليين، الأول في علوم الاقتصاد والثاني في تدبير المقاولات.

كان ادريس خروز ضمن الدفعة الأولى لخريجي المدرسة العسكرية بالقنيطرة، إذ كان حلم والده أن يصبح ابنه ضابطا في الجيش، لكن الأقدار شاءت له غير ذلك، وأرادته أن يصبح واحدا من ألمع المثقفين المغاربة. 

بعد عودته من فرنسا، التحق بجامعة محمد الخامس بالرباط قبل أن يعمل إلى جانب الاتحادي الحبيب المالكي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بفاس.

ادريس خروز، عاشق للفنون والثقافة بجميع أشكالها، رغم أن تكوينه اقتصادي، وتخصصه علم الاجتماع والاقتصاد. لذلك لم يكن غريبا أن يبرز اسمه ضمن أول المرشحين لشغل منصب مدير المكتبة الوطنية، إذ تم تعيينه في 2003، وظل على رأسها لمدة قاربت 13 سنة، إلى حين بلوغه سن التقاعد. كما ليس غريبا أن يتم اختياره لرئاسة مؤسسة روح فاس وإدارة مهرجانها الشهير للموسيقى الروحية. 

كان ادريس خروز ميالا إلى اليسار. انضم في سنوات دراسته إلى الاتحاد العام لطلبة المغرب، وسبق له أن خاض تجربة سياسية مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وترشح إلى البرلمان نائبا عن الرشيدية، دون أن يتمكن من حصد الأصوات الكافية. فاكتفى بالتعليم والبحث، خاصة بعد حصوله على الدكتوراه في الاقتصاد والتدبير. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*