يزة جنيني… ل”تامغرابيت” عنوان

يزة جنيني واحدة من أشهر وأهم الأسماء في تاريخ الإنتاج والتوزيع والإخراج السينمائي الوثائقي في المغرب ومنطقة شمال إفريقيا. هي يهودية مغربية ازدادت بمدينة الدار البيضاء سنة 1942. قضت سنوات طفولتها وبداية مراهقتها الأولى ببلدها الأم، قبل أن تغادر رفقة والديها إلى فرنسا وعمرها لم يكن يتجاوز آنذاك 17 سنة. هناك، درست بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية لتكون مترجمة، لكن أغواها حب التوثيق فتخصصت في الفيلم الوثائقي، الذي كان وسيلتها من أجل تخليد ذاكرة ثقافة يهودية مغربية أصيلة، سواء من خلال حكايات شخصيات حقيقية تتحدث عن تجارب معيشة أو من خلال الغوص في الإرث الموسيقي المتنوع للمغرب. 

بدأت علاقتها بالسينما في أوائل سنوات السبعينات، حين عادت إلى المغرب وتعرفت على ثراء ثقافة بلدها. كان ذلك بتشجيع من صديقها المسرحي الكبير الطيب الصديقي الذي ساهمت في إنتاج فيلمه “الزفت”. 

ساهمت يزة جنيني أيضا في إنتاج فيلم “ألف يد ويد” للمخرج سهيل بنبركة، لكن اسمها سيقترن أكثر بفيلم “الحال” الذي أنتجته سنة 1981، من إخراج أحمد المعنوني، وهو الفيلم الذي يوثق لتجربة مجموعة ناس الغيوان الأسطورية، كما أنه الفيلم نفسه الذي سيحظى باهتمام المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، الذي سيدعم عملية إعادة ترميمه. أنتجت أيضا فيلم “أليام أليام” للمخرج نفسه.

كانت حكايات وقصص اليهود المغاربة حاضرة أيضا في أرشيفها السينمائي، خاصة في فيلمها “ولاد مومن”، الذي يتحدث عن التهجير والألم والحنين إلى الوطن، وينضح ب”تامغرابيت”، الصفة التي تتميز بها يزة، حتى النخاع. 

اهتمت جنيني أيضا بالثقافة الموسيقية الثرية للمغرب، من خلال الاشتغال على مختلف التعابير الموسيقية التي يعرفها في سلسلة أفلامها الوثائقية “المغرب جسد وروح”، التي قامت بكتابتها وإنتاجها وإخراجها في الوقت نفسه، وهي التجربة التي سلطت فيها الضوء على تراث العيطة والملحون والآلة وأحواش وأحيدوس وكناوة. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*