متحف البطحاء… مفخرة فاس

يعتبر متحف البطحاء، أو دار البطحا، مثلما يسميه الفاسيون، واحدا من أقدم وأعرق وأجمل المآثر التاريخية الفنية بالعاصمة العلمية فاس، ومفخرة المدينة وأهلها. يعود تأسيسه إلى سنة 1885 في عهد السلطان العلوي المولى الحسن الأول، تحت إشراف صدره الأعظم الحاج المقري، قبل أن يكتمل بناؤه في 1897 في عهد ابنه مولاي عبد العزيز.

يقع المتحف، الذي صنف معلمة تاريخية وطنية سنة 1925، قرب “باب بوجلود” بفاس البالي، داخل قصر يمتد على مساحة تقارب هكتارا، كان مخصصا لاستقبال ضيوف السلطان، تتوسطه حديقة شاسعة بنيت على الطراز الأندلسي ويقال إنه القصر نفسه الذي شهد مراسيم التوقيع على معاهدة الحماية الفرنسية للمغرب، كما يعتبر، إلى جانب متحف الأوداية بالرباط، أول متاحف المملكة الشريفة.

يضم المتحف العديد من القطع الفنية المتنوعة والنادرة، إلى جانب المخطوطات القديمة والحلي والمجوهرات والألبسة والآلات الحربية والتحف التي تؤرخ لمختلف الدول والسلالات المالكة التي حكمت المغرب، والتي يعود تاريخ عدد منها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، والتي يحرص المسؤولون على هذه المؤسسة على الحفاظ عليها من خلال توفير نظام إنارة خاص وأجهزة لامتصاص الرطوبة.

اعتمد في بناء المتحف على الهندسة المعمارية المغربية الأندلسية. أرضياته مكسوة بالزليج وتتوسطه نافورات مصنوعة من الرخام وصهاريج وأحواض

كان الهدف من إنشاء المتحف هو صيانة والحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري المغربي، ليصبح اليوم فضاء لاحتضان العديد من التظاهرات الفنية والثقافية والمعارض الكبرى.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*