المامونية ليس مجرد فندق صنف أكثر من مرة ضمن أفضل المؤسسات الفندقية في العالم، بل هو تحفة فنية ومعلمة تاريخية حقيقية، استقبلت، طوال عقود، نخبة من كبار وعظماء هذا العالم ونجومه، مثل الملكة إليزابيث والرئيسين الأمريكيين السابقين فرانكلين روزفلت ورونالد ريغن والمستشار الألماني السابق هيلموت كول والرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان ورئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل، الذي كان كثير التردد على الفندق إلى درجة أن إدارته خصصت جناحا باسمه، إضافة إلى فنانين عمالقة من طينة شارلي شابلن وألفريد هيتشكوك، الذي صور فيه مشاهد من فيلمه “الرجل الذي عرف أكثر من اللازم”، وشارل أزنافور وجون بول غوتيي وكلود لولوش وإلتون جون وكاترين دونوف …. جعلوا منهم اليوم أسطورة.
تأسس فندق المامونية سنة 1923، لكن أسواره تعود إلى عهد الموحدين، قبل أن يصبح الفضاء حديقة فسيحة أهداها السلطان العلوي محمد بن عبد الله إلى ابنه المأمون بمناسبة زفافه، ومنها اشتق الفندق اسمه إلى اليوم، حسب ما تذكر العديد من المصادر التاريخية.
المامونية، الذي أشرف على تصميمه المهندس المعماري الفرنسي الشهير هنري بروست، باني مدينة الدار البيضاء، وزين الرسام الفرنسي جاك ماجوريل العديد من قاعاته، يتميز بديكوراته الرائعة وأثاثه العريق والراقي المستوحى من الحقبة الفيكتورية وحدائقه الغناء التي تحتضن مختلف أنواع الأشجار والنخيل والنباتات والزهور، والممتدة على مساحة 7 هكتارات مصممة وفق الطراز المغربي الأندلسي.
خضع الفندق إلى عدة تغييرات وتعديلات في معماره، أهمها كان في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أراد أن يضفي عليه اللمسة المغربية التي ظلت حاضرة إلى اليوم، ومنحته سحرا خاصا وفخامة لا تضاهى. والشيء نفسه فعله ابنه جلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى تعليماته سنة 2006 من أجل تجديد الفندق، باستثمار قدرته تقارير إعلامية ب120 مليون أورو، قبل أن يفتح أبوابه من جديد، بعد ثلاث سنوات من الأشغال التي أشرف عليها يابانيون.
قم بكتابة اول تعليق