يعتبر جرمان عياش من أهم المؤرخين المغاربة المعاصرين، وواحدا من الجيل الأول الذي درس واهتم بمادة التاريخ في الجامعة المغربية.
ولد في مدينة السعيدية بالجهة الشرقية للمملكة سنة 1915، من أسرة مغربية يهودية تتحدر من قبائل آيت عياش، لكنه نشأ وترعرع في مدينة بركان المجاورة، قبل أن ينتقل إلى مدينة تلمسان الجزائرية حيث قضى سنوات دراسته الابتدائية، قبل أن يعود مجددا إلى وجدة وبعدها العاصمة الرباط، حيث أتم دراسته، والتحق بثانوية ليوطي مدرسا.
انتقل جرمان عياش إلى فرنسا لاستكمال دراسته، حيث استقر في مدينة بوردو وحصل من جامعتها على شهادة التبريز في الآداب الكلاسيكية، وكان أصغر طالب في فرنسا كلها يحصل على التبريز وعمره لم يكن يتجاوز حينها 21 سنة. كان ذلك في سنة 1935، قبل أن يعود مجددا إلى حضن وطنه، قبيل سنوات على الاستقلال، ليلتحق بكلية الآداب في الرباط، ويدرس شعبة التاريخ.
إلى جانب التدريس والبحث والكتابة، كان عياش يرأس إدارة تحرير مجلة هسبريس تامودا التي كانت مختصة في التاريخ والآداب والعلوم الإنسانية، وهو المنصب الذي ظل محتفظا به إلى تاريخ وفاته بمدينة نيس الفرنسية سنة 1990.
ترك جرمان عياش، الذي يصنف ضمن أقطاب المدرسة التاريخية المعاصرة، العديد من الكتابات والأبحاث والمؤلفات، أهمها كتاب “أصول حرب الريف” الذي أثار الكثير من الجدل والانتقادات بسبب الصورة التي رسمها لبطل ورمز الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو الكتاب نفسه التي ستصدر ابنته جزءه الثاني بعد سنوات على وفاته، تحت عنوان “حرب الريف”، إضافة إلى كتابه “دراسات في تاريخ المغرب” الذي أصدره في 1986، وتناول من خلاله العديد من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية من تاريخ المملكة، ويتضمن مقالات وبحوثا سبق أن نشرها الراحل في مجلات أكاديمية متخصصة على مدى عشرين سنة تقريبا.
قم بكتابة اول تعليق