جامع بيضا… حارس الأرشيف

يعتبر المسار العلمي والأكاديمي لجامع بيضا مسارا تاريخيا بامتياز، إذ انصبت جل أبحاثه واهتماماته حول التاريخ المعاصر، بدءا من تاريخ الصحافة المكتوبة والفترة الاستعمارية مرروا بالمنطقة المغاربية وعلاقات المغرب مع الغرب، وصولا إلى تاريخ الأقليات في المغرب، ومن بينهم اليهود المغاربة، إلى غيرها من المواضيع الأخرى التي شكلت مادة دسمة لمختلف إنتاجاته وكتبه ومقالاته المنشورة في العديد من المجلات الوطنية والدولية المتخصصة، سواء باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية.

ولد جامع بيضا، الذي يترأس اليوم مؤسسة أرشيف المغرب، سنة 1955. بدأ مساره الدراسي داخل أرض الوطن، قبل أن يسافر إلى فرنسا، حيث حصل من جامعة بوردو 3 على الدكتوراه في التاريخ المعاصر وأخرى في علوم الصحافة والتواصل، قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس بالرباط في 1982، أستاذا جامعيا لمادة التاريخ المعاصر.

قدم جامع بيضا الكثير للبحث العلمي والتاريخي منذ أكثر من 30 سنة، وما يزال إلى اليوم، يكرس جزءا كبيرا من وقته وحياته من أجل عمله داخل مؤسسة الأرشيف، التي خرجت إلى الوجود بفضل إسهاماته وإسهامات العديد من الباحثين والمؤرخين المغاربة، الذين جعلوا من البحث عن الأرشيف والوثائق المغربية أولوية أولوياتهم، من أجل الحفاظ على الذاكرة والتراث المغربيين.

ظل جامع بيضا يناضل من داخل هيأة الإنصاف والمصالحة، من أجل أن يحظى المغرب بمؤسسة تحفظ أرشيفه، نظرا إلى الأهمية الكبرى لهذا القطاع من أجل الإقلاع على جميع المستويات، الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتاريخية. وهكذا خرج القانون المنظم للأرشيف الوطني في 30 نونبر2007.

أعطى جامع بيضا الكثير لمؤسسة أرشيف المغرب، التي عين على رأسها ي 30 مارس 2011، وبفضله استطاع المغرب استعادة جزء كبير من وثائقه وأرشيفه، بعد أن جال جميع بلدان العالم بحثا عن وثائق تاريخية تهم المغرب وتساهم في حفظ ذاكرته، وقام بمجهودات جبارة من أجل تجميع أرشيف المغرب سواء بالداخل أو الخارج.

يتقلد جامع بيضا اليوم العديد من المناصب، من بينها عضو مؤسس لمجموعة الدراسة والبحث حول اليهود المغاربة التي تأسست في 1997. ترأس الجمعية المغربية للبحث التاريخي خلال الفترة الممتدة من 2001 إلى 2007. أسس وأدار مجلة “البحث التاريخي” من 2003 إلى 2006. عين عضوا باللجنة الأممية الخاصة بالأرشيف والتراث الإنساني التابعة لليونسكو.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*