أمينة بوعياش … امرأة الحقوق

أمينة بوعياش واحدة من النساء التي يفتخر بها المغرب والمغاربة. فهي نموذج المرأة المغربية المناضلة، التي كرست حياتها ومسارها من أجل الدفاع عن حقوق المظلومين، سواء من موقعها النضالي داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أو من خلال عملها من داخل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، التي كانت أول امرأة تتراسها، أو من خلال مشاركتها في تفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، من أجل جبر ضرر ضحايا الاعتقالات التعسفية لما يعرف بالمغرب ب”سنوات الرصاص”. وهو المسار الذي توج بتعيينها من طرف جلالة الملك محمد السادس على رأس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اعترافا بما قدمته من خدمات في المجال الحقوقي.

أمينة، التي عينها الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي مستشارة إعلامية في حكومة التناوب الأولى، حاصلة على العديد من الدبلومات والشهادات، من بينها “ماستر” في علوم الاقتصاد السياسي من جامعة محمد الخامس في الرباط، وسبق أن تقلدت مناصب عديدة من بينها سفيرة بالسويد، وكاتبة عامة ونائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، كما كانت عضوا مؤسسا للمؤسسة الأورو متوسطية لمحاربة الاختفاءات القسرية وعضو المنتدى الجهوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتصديق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب ومراقبة مراكز الاعتقال، إلى جانب العديد من المناصب والمهام الأخرى.

ولدت أمينة سنة 1957 بمنطقة الشمال المغربي، وبالضبط في تطوان، لعائلة من أصول أمازيغية. حصلت سنة 2014 من فرنسا على وسام “جوقة الشرف الوطني” برتبة فارس، تقديرا لجهودها من أجل النهوض بحقوق الإنسان والدفاع عن قضية المرأة والحرية.

عملت أمينة، التي تتحدث أربع لغات هي الإنجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية، على العديد من القضايا المثيرة للجدل مثل التعذيب وحقوق اللاجئين وحقوق المرأة وعقوبة الإعدام وقضايا الحريات الفردية.

ورغم جميع الانتقادات التي تصلها اليوم كرئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بسبب موقفها من حراك الريف، وتصريحاتها السابقة بعدم وجود معتقلين سياسيين في المغرب، يبقى مسار وتاريخ أمينة بوعياش، شاهدا على ما قدمته من خدمات لصالح المعتقلين وعائلاتهم، وما قامت به من أجل تكريس ثقافة حقوق الإنسان في المغرب.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*