أنيس حجام: موسوعة موسيقية متحركة

ولد أنيس حجام في الرباط لعائلة مثقفة فنيا وموسيقيا. تشرب حب الموسيقى والطرب من والده الراحل الحاج المكي حجام، قبل أن يجعل منها هوايته الأثيرة التي رافقته إلى اليوم، فهو يتنفس بها ويكتب عنها ويسافر من أجلها المهرجانات البعيدة، محاولا استكشاف كل أنواعها وأنماطها وسبر جميع أغوارها. 

ورغم ميله إلى الموسيقى الغربية، خاصة الروك والجاز والبلوز، إلا أن أنيس حجام عاشق كبير للأغنية المغربية الكلاسيكية ومتتبع جيد لها، بحكم معرفته وصداقاته المتعددة مع عمالقتها وكبار نجومها مثل الراحل السي محمد الحياني، أو الموسيقار عبد الوهاب الدكالي أو الفنانة حياة الإدريسي…. كما يعشق أغاني كوكب الشرق أم كلثوم ويحفظها عن ظهر قلب، حتى القطع النادرة لها. 

كانت بدايات أنيس حجام من دار البريهي خلال الزمن الجميل ل”التلفزة تتحرك”، قبل أن ينتقل للاشتغال في القناة الثانية دوزيم، منذ بداياتها، ليشكل الجيل الذهبي لمنشطيها. ومعه، عاشت أجيال من المغاربة فترات زاهية لا تنسى، من خلال برامجه الفنية التي كان يقدمها على الشاشة، والذي كان الكل ينتظر توقيتها بفارغ الصبر للاطلاع على جديد الأغاني و”الكليبات” العالمية، في زمن لم تكن فيه الأنترنت في المتناول، ولا يوتوب ولا غيره من المواقع المماثلة. 

عاصر أنيس حجام الكبار وتعلم منهم الكثير، واستطاع بفضل نوعية مجالساته، إضافة إلى بحثه وفضوله المعرفي، أن يكون ثقافة موسيقية وفنية واسعة، سواء في مجال الغناء أو المسرح أو السينما وحتى الفنون التشكيلية. 

كان أنيس حجام، لسنوات، عضو لجنة تحكيم برنامج “استوديو دوزيم” الذي كانت تبثه القناة الثانية من أجل اكتشاف المواهب والأصوات الغنائية، قبل أن يغادره ويغادر القناة نحو تجربته الإذاعية على راديو دوزيم، والتي قدم خلالها برنامجه الموسيقي الناجح “فيلينغ”، الذي فاز بالعديد من الجوائز الإذاعية القيمة، قبل أن يغادر الإذاعة أيضا ضمن برنامج المغادرة الطوعية الذي فتحته المؤسسة الإعلامية الكبرى ويتفرغ للكتابة الصحافية في العديد من المنابر ، آخرها أسبوعية تيل كيل بالفرنسية. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*