جامعة القرويين… شاهدة على التاريخ

جامعة القرويين ليست مجرد مؤسسة علمية فقط، بل أصبحت واحدة من المآثر التاريخية التي تفتخر بها العاصمة العلمية فاس، ومعها باقي مدن المملكة عموما.

ورغم الاختلاف في تاريخ تأسيسها، أجمع العديد من المؤرخين أنه كان سنة 859 على يد فاطمة الفهرية، ابنة تاجر ثري من بني فهر، والتي أرادتها جامعا كبيرا قبل أن تتحول مع مرور الزمن وتوالي السلالات المالكة في المغرب إلى جامعة كبرى يقصدها طالبو العلم والمعرفة من مختلف أنحاء العالم العربي، وحتى الغربي، بعد أن خضعت للعديد من عمليات التوسيع بدءا من الأدارسة، وصولا إلى العلويين. 

تعتبر جامعة القرويين، والتي تبلغ مساحتها حوالي 5854 مترا مربعا، من أقدم الجامعات التي ما زالت صامدة إلى اليوم ولم تنقطع بها الدراسة، حسب ما أكده العديد من المؤرخين. كما أنها أول جامعة في العالم تخترع الكراسي العلمية المتخصصة والدرجات العلمية. وتملك مكتبة ضخمة ما تزال إلى اليوم محافظة على بعض مخطوطاتها القديمة.  

مر من جامعة القرويين، التي بنيت مائة سنة قبل جامع الأزهر، عدد كبير من الأسماء البارزة في عالم الطب والفلسفة والفقه وعلم الاجتماع والصوفية، من بينهم عبد السلام بن مشيش وأبو مدين وابن رشد وابن ميمون وابن خلدون وابن باحة وابن عربي ولسان الدين بن الخطيب ، كما حضر دروسها وحلقاتها سيلفستر الثاني الذي شغل منصب البابا سنة 1003.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*