مسجد حسان… الأثر التاريخي غير المكتمل

يعتبر مسجد حسان، المطل على نهر ألي رقراق، والمجاور لضريحي الملكين المغربيين الراحلين المغفور له محمد الخامس، والملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، من أشهر المآثر التاريخية التي تفتخر بها العاصمة المغربية الرباط. وتضاهي شهرة صومعته شهرة الكتبية بمراكش أو الخيرالدا بإشبيلية الأندلس. 

بني المسجد سنة 593 للهجرة، في عهد الموحدين، وذلك على يد السلطان يعقوب المنصور، الذي توفي قبل أن يكمل بناءه، وكان يعتبر من أكبر المساجد الإسلامية في عهده. 

تعرض المسجد، الذي تتجاوز مساحته 2550 مترا مربعا، للإهمال بعد وفاة مؤسسه، خاصة أنه كلف أموالا ضخمة من ميزانية الدولة، وجاء الزلزال الذي ضرب الرباط ليدمر أجزاء مهمة منه، قبل أن يأتي حريق عظيم على ما تبقى من أخشابه، وأكملت عوامل الطبيعة والطقس والأمطار والرطوبة الباقي، ورغم ذلك ظل المسجد صامدا في وجه الزمن إلى اليوم، وقد صنفته منظمة اليونسكو تراثا إنسانيا عالميا. 

يصل طول المسجد إلى 180 مترا ويقارب عرضه 140 مترا. أما صومعته فيصل علوها إلى 44 مترا.  وقد صمم طبقا للهندسة المعمارية الإسلامية الأندلسية. استعمل في بنائه الحجر الرملي والآجر والجص والحجر المنحوت والرخام، إضافة إلى خشب الأرز الذي تم السطو عليه من طرف القراصنة الذي صنعوا منه سفينة سموها “الكراكجية”. 

يعتبر المسجد اليوم معلمة تاريخية وأثرية يقصدها السياح الأجانب للتعرف على حضارة مغربية ضاربة في القدم

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*