بادو الزاكي… حارس المرمى الأسطورة

يحظى بادو الزاكي باحترام كبير من طرف المغاربة الذين ما زالوا يذكرون، جيلا بعد جيل، إنجازاته رفقة المنتخب المغربي في العديد من المباريات والمحافل الدولية، وعلى رأسها كأس العالم في المكسيك سنة 1986، حين تمكن الأسود من التأهل إلى الدور الثاني، بعد فوزهم على منتخب البرتغال، ليكون بذلك المنتخب المغربي أول فريق كرة قدم عربي إفريقي يصل هذه المرحلة في كأس عالمية. ولعب الزاكي خلال هذه التظاهرة العالمية أربع مباريات دولية أم يدخل مرماه فيها سوى هدفين.

ولد الزاكي سنة 1959 بمدينة سيدي قاسم، قبل أن تنتقل أسرته إلى سلا، حيث بدأ مسيرته الكروية في صفوف أشبال نادي جمعية سلا، قبل أن ينضم إلى نادي الوداد البيضاوي، الذي لمس مسؤولوه في الحارس الشاب موهبة حقيقية. 

بدأ اللعب للمنتخب المغربي سنة 1979. وهي السنة نفسها التي خاض فيها أول مباراة دولية جمعت بين المغرب والجزائر. ولم يغادره إلا سنة 1992، بعد 13 سنة من الاستماتة من أجل القميص الوطني، جعلته يدخل نادي الكبار ويصبح واحدا من الرموز الرياضية للمملكة إلى جانب أسماء أخرى مثل سعيد اعويطة أو أحمد فرس أو محمد التيمومي أو عبد المجيد الظلمي… 

كان الزاكي من أوائل اللاعبين الذين فتحوا باب الاحتراف الإفريقي في بطولات عالمية، بعد انضمامه إلى نادي مايوركا الإسباني الذي تأهل معه سنة 1990 لنهائي كأس إسبانيا، وذلك لأول مرة في تاريخه. ولمع مع النادي نفسه في العديد من التظاهرات الرياضية الهامة مثل الدوري الإسباني، مما جعل المسؤولين في النادي يعينونه عميدا للفريق. كما أقاموا له، بعد اعتزاله اللعب، تمثالا في جزيرة مايوركا عرفانا بعطاءاته وتكريما لشخصه. 

بعد الاعتزال، قرر الزاكي امتهان التدريب بعد أن درسه مدة في بريطانيا. درب المنتخب المغربي من 2004 إلى 2005، وكاد يصنع معه فرحة المغاربة في كأس إفريقيا التي نظمت في تونس السنة نفسها، لولا الهزيمة في المباراة النهائية أمام المنتخب التونسي المضيف. ثم عاد مرة أخرى لتدريبه في 2014، بعد أن عينته الجامعة المغربية لكرة القدم مدربا للمنتخب بضغط من الجمهور، الذي يكن له تقديرا خاصا. 

درب الزاكي أيضا مجموعة من النوادي الشهيرة، من بينها الوداد وأولمبيك آسفي والفتح وشباب المحمدية وسبورتينغ سلا والكوكب المراكشي والمغرب الفاسي، كما درب شباب بلوزداد الجزائري لفترة. 

حصل الزاكي على العديد من الجوائز والتقديرات من بينها جائزة أحسن لاعب إفريقي في 1986 وجائزة أحسن لاعب أجنبي في الليغا الإسبانية خلال السنة نفسها، إضافة إلى لقب أحسن حارس مرمى في الليغا من 1986 إلى غاية 1990. كما دخل قائمة أفضل حراس المرمى في العالم.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*