لم تكن فيروز الكرواني تعتقد يوما أنها ستجعل من الإعلام مهنتها، إلى أن أتيحت لها فرصة المشاركة في “كاستينغ” بالمسرح الوطني محمد الخامس، لاختيار وجوه تلفزيونية شابة للولوج إلى دار البريهي في إطار عملية التغيير الكبرى التي شملت الحقل السمعي البصري حينها، تحت شعار “التلفزة تتحرك”. كان ذلك سنة 1986.
اختيرت فيروز ضمن ألف مشارك في “الكاستينغ” الذي أشرف عليه طاقم إعلامي فرنسي من قناة “تي إف 1″، إلى جانب الفنان والمسرحي الكبير الطيب الصديقي.
بدأت فيروز، التي ولدت سنة 1976 بالعاصمة الرباط، مذيعة ربط على شاشة القناة الأولى، قبل أن تقدم أول برامجها الذي سيفتح أمامها أبواب الشهرة ويجعلها أيقونة الأطفال الصغار في تلك الفترة، والكبار أيضا بالنظر إلى ندرة البرامج التلفزيونية المقدمة آنذاك. يتعلق الأمر ببرنامجها الشهير “قطار الأطفال” الذي قدمته لمدة سبع سنوات عرف فيها إقبالا كبيرا وصيتا منقطع النظير، إلى درجة أن لالة سكينة، ابنة الأميرة لالة مريم، والحفيدة المدللة للملك الراحل الحسن الثاني، شاركت في إحدى حلقاته.
اشتغلت فيروز أيضا منشطة لسهرات الأقاليم التي كانت تعرض كل سبت على التلفزيون المغربي، كما قدمت برنامج “بطاقات” و”تحت الشمس” و”نجوم”، قبل أن تشد الرحال نحو الولايات المتحدة الأمريكية لتبدأ هناك تجربة جديدة بعد 11 سنة أمضتها في دار البريهي.
عملت في البداية مع إحدى شركات الإنتاج التلفزيوني، بدعم من زميلها وزوج صديقتها الإعلامي عبد الرحمان العدوي، ومساعدة الإعلامي المغربي محمد ذو الرشاد، قبل أن تنتقل للعمل مراسلة لوكالة “أسوشييتد برس” من واشنطن، وغطت العديد من التظاهرات المختلفة لصالح العديد من التلفزيونات العربية، من بينها تلفزيونات الكويت ودبي وأبو ظبي والسودان والبحرين وقطر وسلطنة عمان، إضافة إلى قناة “روسيا اليوم”.
عادت فيروز، التي تقيم اليوم في فرجينيا مع زوجها وأبنائها، بعد سنوات، لتطل على المشاهدين من خلال برنامج “نغموتاي” الذي كان يعده المخرج ادريس المريني على شاشة القناة الأولى، وهو البرنامج الذي فتح لها باب المشاركة في مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، كمقدمة لفقراته، لدورات متعددة، قبل أن تغيب من جديد ثم تطل على المشاهدين من على شاشة “أم بي سي 5” حيث قدمت سهرة خاصة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء.
قم بكتابة اول تعليق