صلاة الفاسيين… شاهد على الثقافة اليهودية بالمغرب

يعتبر كنيس ومعبد صلاة الفاسيين واحدا من أقدم المعابد الدينية اليهودية في المغرب. يعود بناءه إلى القرن السابع عشر الميلادي بالعاصمة العلمية فاس، قبل أن يتعرض إلى الإهمال بفعل عوادي الزمن. 

يوجد معبد صلاة الفاسيين في وسط مدينة فاس، قرب ما يعرف بالحصن المريني، وبالضبط في حي الملاح الشهير، حيث عاشت الطائفة اليهودية الموجودة في المدينة، وتقاسمت طقوسها وثقافتها وهويتها لقرون طويلة، وحظيت بالحماية من طرف سلاطين المغرب وتجاره.

كان الكنيس جوهرة معمارية حقيقية، وصنف واحدا من ضمن أجمل المعابد اليهودية الموجودة في المغرب، إلى جانب معابد أخرى من بينها بيت إيل بالدار البيضاء.

تحول المعبد، مع مرور سنوات الإهمال إلى ورشة لصناعة الزرابي ثم بعدها إلى قاعة للرياضة، لكنه لم يفقد شيئا من هبته كبيت دين وتحفة فنية رائعة.

وبفضل مجهودات مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، وبدعم وتشجيع من جلالة الملك محمد السادس، تقررت إعادة ترميم الكنيس وأعطيت الانطلاقة لأشغال إعادة البناء في منتصف التسعينات، بعد أن تم جمع الهبات والتمويلات اللازمة، والتي ساهمت بجزء منها دولة ألمانيا، إضافة إلى الطائفة اليهودية بفاس، ومؤسسة جاك توليدانو وسيرج بيرديغو وابنه جاك وعائلة سيمون ليفي. 

افتتح المعبد، الذي يعتبر واحدا من المعالم التاريخية للثقافة اليهودية، قبل سنوات، في حلة جديدة. وحضر حفل افتتاحه، إلى جانب المستشار الملكي أندري أزولاي، عدد كبير من الشخصيات المغربية اليهودية والمسلمة، على رأسها رئيس الحكومة السابق الإسلامي عبد الإله بنكيران، الذي اعتبر حدث الافتتاح وإعادة تجديد وترميم صلاة الفاسيين علامة فارقة ومؤشرا واضحا على تشبع المغرب بقيم التعايش والسلم والانفتاح الديني والثقافي. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*