قامت فضيلة الجادي بتأسيس جمعية “معهد فنون الطرز بسلا”، وذلك بهدف استقبال الرجال والنساء من الأحياء الشعبية لتعليمهم فن الطرز المغربي التقليدي، الضارب في القدم والذي يهدده الانقراض.
تفقست موهبتها في سلا القديمة، لكنها انخرطت في عالم الأزياء في الرباط رغم كل الصعاب التي واجهتها. إلا أن مدينة نابولي هي التي شهدت البزوغ الحقيقي لموهبتها في عيون المثقفين الإيطاليين، ومن هناك استطاعت فضيلة الجادي أن تسحر روما وأن تجعل إبداعاتها محل طلب متزايد، كما هو الحال في مدينة مراكش أو في باريس.
في الرباط تعمل فضيلة الجادي على استثمار نتاج رحلاتها المتعددة وذلك بالمزج الذكي بين مواد كالحرير وكشمير نيو دلهي وجلد السمارة وخيط الذهب الإسطنبولي والقطن المصري.
في نيويورك ولندن وموسكو وواشنطن، ترتدي نساء العالم تصميمات فضيلة الجادي التي تجمع بين الحرف اليدوية القديمة للطرز المغربي مع أجود المواد من جميع أنحاء العالم ومع لمساتها الذكية.
لا تشكل الملابس المجال الوحيد الذي تبدع فيه فضيلة الجادي، فهي تشتغل أيضًا في مجال الجلد والمجوهرات والعطور وحتى تصميم المتاجر.
ولدت فضيلة الجادي في أسرة من الطبقة المتوسطة النشيطة، مكونة من أب صحراوي و أم سلاوية، و عشرة إخوة وأخوات. كان من الممكن أن تتبع فضيلة طريق النجاح الاجتماعي من خلال الإنتاج الضخم، لكنها اختارت هذا المسار المرهف ، بين الفن والحرف والإبداع و العمل اليدوي الصعب وغير المستقر، مكرسة حياتها لتنفيذ ما استلهمته من القراءة والمتاحف والمعارض والأسواق وورش الحرفيين، مع الحفاظ على شخصية متواضعة ومستقلة لا تدين بنجاحها إلا لنفسها.
قم بكتابة اول تعليق